احتفل حزب العدالة والتنمية التركي امس بفوزه في الانتخابات البرلمانية رغم ان مكاسب القوميين ستؤثر على اغلبيته ويمكن ان تعوق محاولة تركيا الانضمام الى الاتحاد الاوروبي.
ومع فرز كل الاصوات في الانتخابات التي جرت أمس الاول، اعطت النتائج غير الرسمية حزب العدالة والتنمية 46.5% بزيادة أكثر من 12 نقطة عن عام 2002 ولكنه سيحصل على 340 من بين 550 مقعدا وهو عدد يقل قليلا عن ذي قبل بسبب دخول حزبين وعدد من المستقلين الى جانبه، وتمثل هذه النتيجة انتصارا شخصيا لرئيس الوزراء طيب اردوغان الذي دعا الى انتخابات مبكرة بعد خسارة معركة الرئاسة مع المؤسسة العلمانية التي تضم جنرالات الجيش الذين لا يريدون وصول حليفه ذي الجذور الاسلامية وزير الخارجية عبدالله غول الى منصب رئيس الجمهورية.
ورحبت اسواق المال بفوز حزب العدالة والتنمية المشجع لقطاع الاعمال.
وسجلت الليرة التركية أعلى مستوياتها أمام الدولار منذ اكثر من عامين كما ارتفعت اسعار الاسهم والسندات.
دوليا، هنأ خوسيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الاوروبية اردوغان على فوزه «الباهر». فيما دعا وزير خارجية بريطانيا الاتحاد الاوروبي الى مد اليد لتركيا
ورحبت الصحف بالنتيجة باعتبارها انتصارا للديموقراطية.
وقالت صحيفة راديكال الليبرالية اليومية «هذه النتيجة هي مذكرة الشعب»، وذلك في اشارة الى مذكرة للجيش في ابريل اعاقت الانتخابات الرئاسية في البرلمان واجبرت اردوغان على الدعوة الى انتخابات برلمانية قبل موعدها بأشهر.
وعندما توجه اردوغان الذي تحدث الى مؤيدين مبتهجين الى مقر حزبه في انقرة مساء أمس الاول استقبلته هتافات «عبدالله غول رئيسا» ولكن لم يتضح بعد ما اذا كان سيخاطر بمواجهة جديدة مع العلمانيين حول الرئاسة، التي تعتبر من المهام الاولى للبرلمان الجديد الذي يجتمع الاسبوع المقبل لاختيار خليفة احمد نجدت سيزر.
وحاول أردوغان الذي يعلم بالانقسامات السياسية العميقة في تركيا ان يطمئن الذين يشكون انه يخطط لتفكيك الدولة العلمانية قائلا انه سيحكم لمصلحة كل الاتراك واستشهد بمصطفى كمال اتاتورك مؤسس تركيا الحديثة الذي يحظى باحترام كبير.
وقال اردوغان ارجو ان تطمئنوا انه مهما كان من صوتم لمصلحته فان اصواتكم لها قيمتها عندنا ايضا. نحترم خياراتكم، لدينا قيم وأهداف مشتركة توحدنا جميعا.
الصفحة في ملف ( pdf )