التقى وزراء دفاع وخارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) امس في اجتماع مشترك نادر الحدوث بهدف وضع استراتيجية جديدة للحلف لمواجهة خطر خفض النفقات العسكرية في العديد من الدول.
وقال ديبلوماسيون في بروكسل إن وزراء الدفاع أعربوا عن موافقتهم على مقترحات تقضي بخفض أعداد مقار الحلف والهيئات الخاصة التي يديرها في محاولة للحد من النفقات. ويناقش الحلف حاليا استراتيجية عمل جديدة للأعوام العشرة المقبلة، وسيكون إصلاح مقر الحلف أحد القضايا الرئيسية. وتدعو المقترحات الأولية الى خفض طاقم العمل الدائم للناتو من 13 ألف شخص إلى نحو 9 آلاف شخص. ووافق وزراء دفاع الناتو في الاجتماع على هذه المقترحات، ودعوات متوازية لخفض عدد مراكز القيادة التابعة للناتو بمقدار الثلث. يبلغ عدد مراكز القيادة الحالية 11 مركزا. ومن المقرر أن يتوصل زعماء وحكومات الحلف لصيغة نهائية لخطط الإصلاح خلال قمة مقررة في لشبونة يومي 19 و20 نوفمبر المقبل. يتوقع اتخاذ قرار بشأن القواعد التي سيتم إغلاقها وفي أي دولة في وقت لاحق حيث من المرجح أن تثير تلك المسألة جدلا سياسيا واسعا.
ورغم ذلك، قال وزير الدفاع الفرنسي ارفيه موران إنه يجب الإبقاء على مركز قيادة واحد على الأقل في الولايات المتحدة الأميركية في حين قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إنه يتعين الإبقاء على قاعدة واحدة في تركيا.
وتأتي مناقشة الاستراتيجية الجديدة في وقت يتعرض فيه العديد من أعضاء الناتو لضغط شديد من أجل خفض الإنفاق العسكري في ظل الأزمة الاقتصادية. وقال الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن في افتتاح المحادثات مع وزراء الدفاع، إنه بناء على ذلك ينبغي على الاستراتيجية الجديدة أن «توجه عملية تحول الناتو خلال فترة التقشف وبعدها». ويعود وضع آخر تصور استراتيجي للناتو إلى عام 1999، ولكن من الواضح تماما الآن عدم كفاية الأولوية التي يوليها هذا التصور الاستراتيجي لقضايا مهمة مثل الإرهاب وانتشار الصواريخ الباليستية وأمن الانترنت.
وقال وزير الدفاع الألماني كارل تيودور تسو غوتنبرغ إن «العالم تغير بشكل جوهري بطرق عديدة، وبزغت تهديدات عديدة ينبغي علينا الدفاع عن أنفسنا ضدها وينبغي على الناتو إدراكها».
وأعد راسموسن بالفعل المسودة الأولى للاستراتيجية الجديدة التي ناقشها الوزراء تمهيدا لموافقة قادة الناتو على صيغتها النهائية خلال قمة لشبونة. وأوضح راسموسن بالفعل أنه يريد أن يبرز التصور الاستراتيجي المهمة الرئيسية للناتو وهي الدفاع عن أراضي الدول الأعضاء، ولكن مع توسيع عملياته لتشمل قضايا جديدة ولاسيما الدفاع الصاروخي وأمن الانترنت. وقال إن تهديد الهجمات الصاروخية «واضحا، والقدرة على مواجهته موجودة، كما أن تكاليف ذلك يسيرة».
في غضون ذلك، قال الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا ان بلاده ليست في عجلة للانضمام الى حلف الناتو.
وأطاح الرئيس الجديد بالسلطة الموالية للغرب في الانتخابات التي جرت مؤخرا.
وأوضح يانوكوفيتش في تصريح نقلته وكالة أنباء انترفاكس ان اوكرانيا تقوم بإصلاحات واسعة النطاق من اجل الانضمام الى الاتحاد الأوروبي مشيرا كذلك الى اهتمام بلاده بتعزيز الروابط مع حلف الناتو انطلاقا من إيمانها بضرورة إقامة علاقات متوازية مع الغرب والشرق.
وأعرب عن قناعته بان هذه الخطوة تتطلب بذل الكثير من الجهود من قبل اوكرانيا والاتحاد الأوروبي على حد سواء مؤكدا استعداد السلطات الاوكرانية لمواصلة العمل على تعزيز الحريات الديموقراطية. وأكد اهتمام السلطات الاوكرانية بوجود معارضة قوية ووسائل إعلام حرة ومستقلة لكنه اتهم المعارضة الحالية بالإساءة إلى سمعة البلاد في المحافل الدولية.