قبل عامين فقط، ظهرت حشود من الطلاب في مسيرات في أنحاء البلاد يرددون «نعم، نستطيع» دعما لمسعى باراك أوباما للفوز في انتخابات الرئاسة الأميركية.
وهذا العام، أظهرت إحصائيات لمنظمة «روك ذي فوت»، المعنية بالدفاع عن حق الشباب في التصويت، أن 58% فقط من الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عاما و29 عاما يتابعون هذه الانتخابات. ويقول 59% من الشباب إنهم ينظرون بنظرة شك وريبة تجاه السياسة.
وإزاء إمكانية تسليم انتخابات الكونغرس المحورية في الثاني من الشهر المقبل، السيطرة للحزب الجمهوري المعارض، فقد كثير من هؤلاء الناخبين الشباب إيمانهم بالرئيس وسط اقتصاد متذبذب وتراجع الاهتمام السياسي بين الناخبين الشباب اضافة الى ارتفاع نسب البطالة.
ففي عام 2008، نالوا بعض الاستحقاق لوضع أوباما في البيت الأبيض، والرئيس يبذل قصارى جهده لجذبهم مرة أخرى، ففي الأسابيع الأخيرة أقام الرئيس منتدى في قاعة البلدية بث مباشرة على قناة «إم تي في» إلى جانب تنظيم مسيرات في جامعة ويسكونسن وجامعة جورج واشنطن.
وقال للطلاب في جامعة جورج واشنطن بالعاصمة الأميركية «إذا كنتم قد شعرتم بالإثارة في عام 2008، فإن هذا كان بداية الرحلة. وهذه ليست نهاية الرحلة».
لكن السؤال يظل قائما، هل هناك من مستمع؟ الجواب ربما يأتي من الطلاب أنفسهم حيث قالت أديسون هانت (20 عاما)، طالبة الرياضيات من بوسطن وتدرس في جامعة فيلانوفا خارج فيلادلفيا، «لأكون صريحة، يدلي (أوباما) بتصريحات طوال الوقت».
وذكرت ان الطلاب منشغلون في عوالمهم الخاصة ويهتمون بصورة أقل مما كان عليه الوضع في الانتخابات الرئاسية في عام 2008، وأضافت أن «كثيرا من الطلاب كانوا يدعمون «ترشيح أوباما للرئاسة»، لكن الأمور كانت غير مستقرة على نحو كبير في ذلك الحين».
ويشعر كثير من الطلاب الذين يتجولون داخل مباني الجامعة التي تعج بـ 10 آلاف طالب في ضواحي فيلادلفيا أن زملاءهم لن يشاركوا ببساطة في الانتخابات.
فقد قالت كيلي ماك نيل، طالبة تمريض ستصوت للمرة الأولى هذا العام، إن «معظم الناس ليست لديهم فكرة عما يحدث. ولا يعلم المهتمون بالسياسية كافة المعلومات الأساسية».
وأضافت، خلال دراستها مع زميلة لها وسط الفصول الدراسية، أن الضجيج الذي صاحب حملة أوباما الانتخابية في عام 2008 جذب الناخبين الشباب.
وأشارت ماك نيل أنه «لا تستهدف الحملات الانتخابية للكونغرس فئتنا العمرية.. ربما لسنا من جمهورهم الأساسي».
هذا وينظم أعضاء نوادي الحزب الديموقراطي والحزب الجمهوري مسيرات للترويج لحزبيهما، وتطوع بعض الطلاب للمشاركة في حملات انتخابية محلية، وفقا لما يقوله الطلاب، لكن يبدو أن معظمهم مهتم باقتراب موعد اختبارات منتصف الفصل الدراسي أكثر من الاهتمام بانتخابات التجديد النصفي.
المناخ مختلف تماما عن الانتخابات الرئاسية، والتي جذبت قطاعا عريضا من جمهور الناخبين بصورة أكبر من مجرد التصويت في انتخابات الكونغرس، والتي تجري كل عامين.
ويستعيد جوزيف مارتينز (20 عاما)، طالب علوم الاقتصاد، ذكريات انتخابات عام 2008، قائلا إن «كثيرا من الناس كانوا يضعون أزرارا وملصقات على أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بهم تحمل شعارات».
ويصف مارتينز وجود اهتمام سياسي «أقل قطعا» بهذه الانتخابات بين زملائه.
ربما يكون هذا جزئيا نظرا لأن الطلاب مسجلون للتصويت في مسقط رؤوسهم، وليس في المدن التي توجد بها جامعاتهم التي يدرسون بها، الأمر الذي يتركهم منفصلين فعليا عن انتخابات الكونغرس والانتخابات المحلية التي قد تساعد في زيادة الإقبال.