رأى أكاديميون ومحللون فلسطينيون مؤشرات على قرب اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة، لكنها في رأيهم انتفاضة تختلف عن سابقتيها كونها «انتفاضة مدنية معولمة»، بعد تعثر الجولة الأخيرة من المفاوضات المباشرة بين السلطة وإسرائيل.
وقال جورج جقمان رئيس مؤسسة مواطن لدراسة الديموقراطية خلال مؤتمر في رام الله بالضفة الغربية حول امكانية اندلاع انتفاضة جديدة يشارك فيه عشرات الأكاديميين والحقوقيين ان «هناك مؤشرات على انتفاضة فلسطينية ثالثة تختلف عن الانتفاضتين السابقتين» في 1987 و2000. واضاف ان المؤشرات المحلية والإقليمية والدولية تشير الى انتفاضة يمكن وصفها بأنها «انتفاضة مدنية معولمة». وأعطى جقمان أمثلة على مؤشرات هذه الانتفاضة وابرزها «المظاهرات الشعبية والدولية التي تجري جنب الجدار الفاصل الذي تبنيه اسرائيل في اراضي الضفة الغربية، حروب الانترنت فيما يخص الصراع، متابعات قضايا دولية ضد اسرائيل، ومنها تقرير غولدستون الذي اتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة اواخر 2008 وأوائل 2009 والتي أسفرت عن مقتل 1400 فلسطيني و13 اسرائيليا».
واضاف جقمان، الذي يعمل ايضا مدرسا في جامعة بيرزيت، ان من بين المؤشرات ايضا «الحملات الدولية لمقاطعة اسرائيل، ومنها المقاطعة الأكاديمية والدعوة الى سحب الاستثمارات الأجنبية من اسرائيل».
ولفت الى ان «هذه المؤشرات تؤكد اننا في خضم انتفاضة فلسطينية من نوع جديد، لكن ما يعوق رؤية هذه الانتفاضة بوضوح هو انها ليست محصورة في الأراضي الفلسطينية فقط، بل في مختلف أنحاء العالم»، متسائلا «هل ستكون السلطة الوطنية الفلسطينية عقبة أمام هذه الانتفاضة ام سندا لها؟».
بدوره قال المحلل السياسي والمحاضر في جامعة بيرزيت سميح شبيب لوكالة فرانس برس «هناك مؤشرات اذا جمعناها مع بعضها البعض نلحظ اننا بالفعل اليوم امام مؤشر نحو انتفاضة مدنية معولمة». واضاف «هناك تململ دولي من اسرائيل، وهناك مثلا سفن شريان الحياة الدولية التي وصلت والتي حاولت الوصول الى غزة، وايضا الدعوات التي تطلق في مختلف انحاء العالم لمقاطعة اسرائيل.. هذه كلها مؤشرات، لكنها لم ترتق بعد الى وصفها انتفاضة».
وبحسب شبيب فإن هذه المؤشرات «بحاجة الى تأطير من قبل المؤسسة السياسية الفلسطينية، وان تستنهض منظمة التحرير الفلسطينية لجان التضامن الدولية لتفعيل هذه الانتفاضة»، مشددا على وجود «مؤشرات على انتفاضة مدنية مختلفة لكنها بحاجة إلى تأطير ومؤسسة لتصل الى النجاح».
حيث دعا اكاديميون وسياسيون الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى فتح حوار «غير تقليدي» مع المؤسسات الفلسطينية، لمواجهة «حالة الجمود السياسي الحالية».
وطالب المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية ممدوح العكر الرئيس الفلسطيني بـ «فتح حوار وطني من نوع آخر، حوار يبدأ من منابر الجامعات الفلسطينية».
بدوره وجه المحلل السياسي هاني المصري رسالة الى عباس تحت عنوان «نصيحة للرئيس»، دعاه فيها الى «مصارحة الشعب».
وقال المصري في رسالته التي نشرها أمس ان «طريق المفاوضات الثنائية المباشرة وصل الى حائط مسدود وأنت الآن ايها الرئيس في حيرة شديدة. فأنت تجد من الصعب مواصلة الطريق نفسه الذي جرب 20 عاما دون نجاح، كما تجد من الصعب الارتداد عنه، فآثرت الانتظار حتى يقضي الله امرا كان مفعولا».