بيروت - عمر حبنجر
انتهت منتصف ليل امس مهلة سحب ترشيحات المتقدمين للانتخابات الفرعية في بيروت والمتن، وفي حين لم تظهر مؤشرات على عزم احد طرفي التنافس امين الجميل وكميل خوري الانسحاب انسجاما مع حالة الاحتدام السياسي بين الاكثرية والمعارضة، انهى الموفد الفرنسي جان كلود كوسران جولاته التحضيرية لزيارة وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير الى بيروت السبت المقبل في وقت شدد الجيش اللبناني من ضرباته على المربع الامني الاخير لجماعة فتح الاسلام في مخيم نهر البارد، معلنا انتهاء مرحلة الانذارات الداعية للمدنيين الى مغادرة المخيم، فيما افادت مصادر بأن الجيش بدأ المرحلة النهائية للحسم في المخيم.
وعلى صعيد الانتخابات الفرعية في بيروت، فقد قرر تيار المستقبل عقد ندوات انتخابية يومية بحضور النائب سعد الحريري شخصيا لضمان استنفار ناخبي التيار لدعم مرشحه محمد امين عيتاني الذي زار امس نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ونقل منه رسالة الى النائب سعد الحريري.
اما المواجهة في المتن والشمال فقد كان رهان الوسطاء، خصوصا رجال بكركي، على تسوية تسمح بفوز الرئيس الجميل بالتزكية كونه صاحب حق عرفي في المقعد النيابي الذي شغر باستشهاد نجله النائب والوزير بيار الجميل، لكن سفر العماد عون الى المانيا للقاء وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاين ماير وكان التقاه امس ترتب عليه انتهاء مهلة سحب الترشيحات منتصف الليل، فيما الوساطات معلقة على عودة العماد غدا.
ولم يتطرق البيان الصادر عن الخارجية الالمانية الى تفاصيل المحادثات التي جرت بين شتاين ماير وعون.
في هذا السياق، قال عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده انه لا يحبذ السعي الى تسويات في الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي بل يفضل المضي في اجراء معركة انتخابية، معتبرا انها استفتاء ديموقراطي ضروري على الخيارات السياسية للمسيحيين، واعتبر اده في تصريح خاص لموقع «لبنان الآن» ان اي تسوية في شأن الانتخابات ستكون اتفاقا بين شخصيات على حساب الرأي العام.
وشدد اده، وهو عضو في قيادة 14 مارس، على ان الانتخابات يجب ان تحصل مهما كانت نتائجها، لأنها معركة بين مشروعين، الاول سيادي والثاني يريد اعادة لبنان الى الهيمنة والوصاية، وهي تاليا تحدد الخيارات السياسية للمسيحيين كما قال اده.
في هذا الوقت، انهى الموفد الفرنسي جان كلود كوسران لقاءاته اللبنانية باجتماع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وعلى غير عادته، فقد تحفظ السفير الفرنسي عن الرد على اسئلة الصحافيين عدا سؤال حول ما اذا كانت زيارة وزير الخارجية برنار كوشنير المقررة الى بيروت السبت المقبل على موعدها، فأجاب: مازلنا نعمل على ذلك.
وواضح لدى المراقبين في بيروت ان اتصالات كوشنير الدولية هي المعول عليها على صعيد تحركه اللبناني، خصوصا اتصاله الاخير بنظيره الايراني منوشهر متقي.
ويسعى الفرنسيون الى حل لمشكلة الحكومة ورئاسة الجمهورية في سلة واحدة، بينما يصر حزب الله على اولوية اقامة حكومة الوحدة الوطنية على اي استحقاق آخر.
وكان ممثل حزب الله في لقاء سان كلو غائبا عن عشاء عمل اقامه كوسران للمشاركين في اللقاء الباريسي في دار السفارة الفرنسية، وردّت المصادر المطلعة هذا الموقف الى الغاء وزير الخارجية الفرنسية غداء كان دعت اليه اعضاء الوفود اللبنانية اثناء تواجدهم في سان كلو دون سبب واضح.
كوسران التقى قبيل مغادرته وزير الاشغال العامة والنقل محمد الصفدي الذي اعتبر ان نجاح الحوار في يد اللبنانيين رغم الصعوبات، لافتا الى ان هدف المبادرة الفرنسية فتح باب الحوار مع الجميع واستعادة الثقة.وسط كل هذا، وسع الجيش اللبناني نطاق الهجوم المدفعي على بقايا مواقع فتح الاسلام وحلفائها في مخيم نهر البارد اعتبارا من الثالثة من فجر امس، وقد رد هؤلاء كما في الايام السابقة باطلاق ثلاثة صواريخ سقطت على بعد خمسة كيلومترات من المخيم دون ان توقع اصابات.وسجلت مواجهات مباشرة في حي سعسع ومحيط حي المغاربة، وافادت معلومات من تلك المنطقة بأن المواجهات تدور من منزل الى منزل.
الصفحة في ملف ( pdf )