دمشق - هدى العبود
قالت مصادر مطلعة في سورية ان 15 جنديا استشهدوا وجرح خمسون آخرون نتيجة انفجار وقع امس في مستودع للذخيرة يعود لوحدة عسكرية شرقي مدينة حلب.
وفيما اكد مصدر اعلامي رسمي، في تصريحات لوكالة الانباء السورية (سانا)، ان الانفجار غير ناتج عن عمل تخريبي، اوضح ان سبب الحادث تفاعل مواد حساسة شديدة الانفجار بفعل الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة، الامر الذي سبب اشتعالا في المواد المخزنة.
وقال المصدر ان الجرحى اسعفوا جميعا في مشافي حلب وقد خرج معظمهم بعد المعالجة من جراحهم الخفيفة الناتجة عن شظايا الزجاج.
وافادت مصادر مطلعة وقريبة من مكان الحادث في اتصال هاتفي مع «الأنباء» بأن الانفجار حدث اثناء التدريب لطلاب الجامعة، وقالت ان الانفجار حصل في فوج تابع للوحدات الخاصة بمنطقة زيزين التي تبعد 20 كم عن حلب.
وافاد المصدر بأن الجرحى نقلوا الى مشفى الكندي بالمدينة، حيث قام الاهالي بنقل الشهداء واسعاف الجرحى بسياراتهم الخاصة، فيما ضربت السلطات الامنية طوقا حول المكان، ومنعت الاقتراب منه، وادى الحادث الى تصدع البيوت المجاورة لمكان الحادث نتيجة الانفجار الهائل.
ويتبع مستودع الذخيرة - الذي حصل فيه الانفجار - مدرسة المشاة العسكرية ومساحتها كبيرة تقوم بتدريب الطلاب الجامعيين على جميع انواع الاسلحة القتالية، وتعتبر اكبر مدرسة لتدريب المشاة في سورية، لذلك فيها مستودعات ذخيرة كبيرة، وذخيرتها هي طلقات نارية وطلقات مدفعية.
وبحسب مراقبين، فإن صناديق الذخيرة داخل المستودعات محمية بطبقات اسمنتية تقيها من درجات الحرارة المرتفعة، وبالتالي تأثرت الصناديق التي تم اخراجها وتحضيرها للرمي بحرارة الجو التي وصلت يوم امس الى 50 درجة مئوية في الظل.
واكد خبراء الاسلحة هذه الفرضية كون معظم الاسلحة السورية روسية الصنع ومعظمها يعود انتاجه الى فترة الثمانينيات، حيث تفتقر هذه الاسلحة الى التعديلات التي تتوافق مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
بدوره، استبعد استاذ القانون الدولي بدمشق ابراهيم دراجي، في حديث لـ «الجزيرة»، فرضية العمل الارهابي في الحادث كون المنطقة عسكرية ويصعب الاقتراب منها، في حين ان الهجمات الارهابية التي تعرضت لها سورية ومنها الهجوم على مبنى الامم المتحدة او السفارة الاميركية في دمشق تمت بامكانيات بدائية قامت بها جماعات متواضعة التنظيم والتسليح كجند الشام. يذكر ان سورية تعرضت في الاعوام السابقة الى عدد من الهجمات الارهابية استهدف ابرزها السفارة الاميركية في منطقة المزه بدمشق سبتمبر الماضي واسفر عن استشهاد عنصر امني سوري ومصرع منفذي الهجوم الاربعة المنتمين الى جماعة جند الشام التكفيرية.
وقبل ذلك وقع هجوم مماثل قام به عشرة مسلحين اثناء محاولتهم للتسلل الى احد الابنية المهجورة قرب مبنى ادارة الجمارك بدمشق، وحينها حدث اشتباك بين قوات مكافحة الارهاب والارهابيين نجم عنه استشهاد احد عناصر مكافحة الارهاب ومقتل اربعة من الارهابيين المسلحين والقاء القبض على الآخرين ومصادرة عشر بنادق اميركية الصنع مع ذخائرها وذخيرة اضافية لها بالاضافة الى عبوات متفجرة مصنعة محليا واشرطة تسجيل لخطب ومواعظ دينية واسلحة اخرى.
الصفحة في ملف ( pdf )