بيروت - عمر حبنجر
على الرغم من تضاؤل الآمال المعلقة على زيارة وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير الى بيروت بسبب بروز تعقيدات اقليمية ودولية، فإن وصول الوزير الفرنسي صب مياها باردة على الازمات اللبنانية المشتعلة، وفي طليعتها الانتخابات الفرعية في دائرة المتن الشمالي، حيث بلغ انقسام الاطراف المسيحية الذروة، والكباش القائم بين الاكثرية والاقلية على اولويات الحلول، رئاسة الجمهورية او حكومة الوحدة الوطنية.
ونقل عن الوزير الفرنسي القول ان فرنسا لن تسمح بانهيار لبنان او انقسامه، وانها تراهن على وعي اللبنانيين لمصالح بلدهم، وقدم مثالا خلال جولة سابقة له في جنوب لبنان بالقول: ان وحدة مصير تجمع اللبنانيين الذين يتحدثون لغة واحدة، وليس ما يفرقهم عن بعضهم سوى خيط الدين الرفيع، وقال: ان اوروبا التي تتحدث عدة لغات وبها مجموعة عملات اتفقت مع بعضها، فما الذي يمنع اللبنانيين من الاتفاق وهم الذين يتحدثون لغة واحدة ويظلهم علم واحد؟
والتقى كوشنير فور وصوله رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وسيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب سعد الحريري، ولن يكون الرئيس اميل لحود على جدول زيارته بالرغم من لفت لحود انتباه المبعوثين والموفدين الى انه لا شيء يمر في لبنان بمعزل عن رئاسة الجمهورية.
في غضون ذلك، ناشد النائب السابق فريد الخازن الرئيس امين الجميل والعماد ميشال عون التجاوب مع مساعي البطريرك الماروني نصرالله صفير لأن المعركة الانتخابية بينهما ستلحق الضرر بالوطن وبالوجود المسيحي فيه. وقال المرشح جوزف اسمر عن دائرة المتن ان البطريرك صفير الذي التقاه امس بالديمان قال ان المعركة لا تستحق كل هذا التشنج.
ورأى رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه الذي التقى العماد عون ثم انتقل الى الديمان، حيث قابل البطريرك صفير، ان من غير الجائز خوض معارك طاحنة على المستوى السياسي والانتخابي فيما لبنان بعين العاصفة. ويراهن كثيرون على مبادرة بكركي من خلال ثلاثة مطارنة التقوا امس العماد عون العائد من المانيا. ويقوم طرح المطارنة على تأجيل الانتخابات الفرعية في دائرة المتن الشمالي من خلال الطعن بصحة اجرائها بعد المهلة القانونية من شغور المقعد، وهي ستون يوما، الامر الذي يوفر على الوسط الماروني معركة كسر عظم بين الجميل وعون على ابواب انتخابات رئاسة الجمهورية.
من جهته، النائب سعد الحريري الذي يخوض معركة باردة للمحافظة على مقعد النائب الشهيد وليد عيدو من خلال مرشح تيار المستقبل محمد امين عيتاني قال ان انتخابات رئاسة الجمهورية ستحصل في موعدها الدستوري على الرغم من التهويل والتخويف من امكانية عدم اجرائها. واكد ان لبنان سيشهد مرحلة جديدة بعد قيام المحكمة الدولية، وشدد على وجوب التحسب لمعركة انتخابات بيروت الفرعية، وقال: على الجميع ان يكونوا جاهزين للمعركة الانتخابية وخوضها لمنع القتلة من تحقيق اهدافهم ومصادرة قرار العاصمة.
الصفحة في ملف ( pdf )