واشنطن ـ أحمد عبدالله
قال السفير الاميركي السابق في العراق رايان كروكر انه يتوقع تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة نوري المالكي وعلى نحو يعكس تمثيل قاعدة سياسية واسعة في العراق وليس على اي اساس ضيق.
واوضح كروكر لـ «الأنباء» على هامش مؤتمر عقده مجلس العلاقات الاميركية ـ العربية في واشنطن اول من امس ان عملية تشكيل الحكومة الجديدة تدخل أسابيعها الاخيرة بعد شهور من المراوحة التي فرضتها صعوبات سياسية كبيرة.
وقال كروكر الذي سبق ان عمل سفيرا في الكويت ولبنان وأفغانستان وباكستان «سيعتمد استقرار الحكومة المقبلة في بغداد على مدى اتساع تمثيلها للتيارات السياسية المختلفة، وأعتقد ان المالكي يدرك ذلك وهو لا يريد ان يحصر حكومته المقبلة في اي إطار ضيق».
غير ان كروكر حذر من ان يؤخذ ذلك باعتباره تهوينا من شأن المصاعب التي سيواجهها المالكي وحكومته.
وشرح ذلك بقوله «ستواجه الحكومة الجديدة توترا متزايدا بين الأكراد والعرب، وهذه مشكلة بالغة التعقيد لانها تكمن في تعريف دور كل من الحكومة المركزية والحكومة الإقليمية والحدود بين الأقاليم وقضية كركوك وقضية الموصل وقضايا العلاقات بين المؤسسات». وتابع «بالاضافة الى ذلك فإن هناك الأوضاع الأمنية والتوترات الطائفية التي تراجعت ولكنها لاتزال موجودة ووضع مجموعات أبناء العراق او الصحوة وقضية اللاجئين وهي تحد هائل في ذاتها وقضية العلاقة بين القوات المسلحة والحكومة المدنية وقضية البنية التحتية».
وقال كروكر ان ذلك لا يعني ان الموقف في العراق سيصبح أسوأ مع كل يوم يمر.
وتابع «يجب ان نلاحظ ان تلك الصعوبات جميعا يمكن ان تؤدي الى ان تطلب منا الحكومة العراقية البقاء الى ما بعد نهاية العام المقبل، وأنا بصراحة أتوقع ان نحو 70% من الأميركيين لا يريدون البقاء في العراق ولكن هناك نسبة مشابهة من العراقيين يعتقدون ان رحيل القوات الاميركية سيؤدي الى تدهور شامل في اغلب الجوانب التي أشرت إليها».
واضاف «قد يأتي الطلب من الحكومة العراقية الجديدة بعد تشكيلها، وأنا بصراحة لا اعرف كيف سيكون رد الإدارة ولكنني آمل ان توافق. ان أمام العراق عقبات ستحدد الى عقود طويلة مقبلة مصير ذلك البلد. وحين انظر الى خريطة الأوضاع هناك في جميع المجالات فإنني أرى ان دور الولايات المتحدة بالغ الأهمية من حيث القدرة على لعب دور الضامن لعدم خروج القطار عن مساره ولتجنب تعرض العراق لتحولات داخلية الى الأسوأ ولتحديات خارجية لا يستطيع في اللحظة الراهنة ان يواجهها».