يطرح الممثل الهزلي أداما داهيكــو المعــروف بـ «رئيس حزب السكارى» نفسه مرشحا «جديا جدا» للانتخابات الرئاسية المرتقبة في ساحل العاج.
وقبل زمن بدأ البعض فعلا بإطلاق لقب «الرئيس» على هذا الممثل البالغ من العمر 42 عاما، والذي كان والده قد هاجر من مالي الى ساحل العاج.
هو احد المرشحين الأربعة عشر الى الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 31 أكتوبر، بعدما كانت مقررة في العام 2005.
ويواجه رئيس «حزب السكارى» في معركته الانتخابية مرشحين من «الوزن الثقيل»، من بينهم الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو، والرئيس السابق أنري كونان بيدييه، ورئيس الوزراء السابق الحسن وتاره، الذين يهيمنون على الحياة السياسية منذ وفاة «اب الامة» فليكس هوفويه ـ بوانيي في 1993.
ويقول اداما، الذي يبدو على درجة كبيرة من الجدية في حملته الانتخابية «انا لا أخوض هذه المعركة الانتخابية لأبدو سخيفا، اريد ان ادفع رجال السياسة ليكونوا خلاقين أكثر».
ومنذ ان تمت الموافقة على ترشيح أداما الذي منحه الرئيس لوران غباغبو جنسية البلاد، سرت شائعات مفادها انه مدفوع في حركته هذه من الأوساط الرئاسية بهدف انتزاع اصوات من الحسن وتاره الذي يتمتع بشعبية واسعة بين «ديولا»، أكبر المجموعات العرقية شمال البلاد.
لكن اداما يؤكد ان ترشيحه ليس مدفوعا من أحد، ويشدد على القضايا التي تعنيه في البلاد، مثل موضوع التعليم.
وقد اختار اداما المدرسة الابتدائية التي أمضى فيها طفولته في احد أحياء ابيدجان الفقيرة ليطلق منها حملته الانتخابية.
فارتدى زيا كاكيا كالزي الموحد الذي يرتديه طلاب المدارس، وانتظم في الصفوف مع تلاميذ المدرسة وانتظر معهم موعد الدخول الى الصف أمام عدسات التصوير وكاميرات الفيديو.
لكن اداما، او «الرئيس» كما يسميه البعض، لا يمتلك مقومات الحملة الانتخابية، فهو لا يملك «قميصا واحدا لتوزيعه على الناس» كما يقول، لكنه يعتمد بدلا من ذلك على «الخيال الخصب».
ويعتزم اداما التجول في الأحياء الفقيرة المهمشة في العاصمة الاقتصادية ليتكلم مع الناس عن «السلام والمصالحة والاندماج».
وحول الموقف من ترشح هذا الممثل تفتخر كاجي تانوه، وهي فتاة من ساحل العاج، بتقدم هذا الممثل الهزلي للانتخابات الرئاسية لان «ترشيحه يظهر ان الترشح لرئاسة البلاد متاح لكل الناس حتى لو كان الشخص من أسرة متواضعة».
وتعتبر هذه الانتخابات التي أرجئت باستمرار منذ نهاية ولاية الرئيس غباغبو في 2005، تاريخية لأنها ستنهي عقدا من الأزمات والانقلاب الفاشل في 2002 الذي قسم البلاد بين جنوب موال وشمال خاضع لسيطرة القوات الجديدة حركة التمرد السابقة.