قالت وكالة أنباء الامارات (وام) إن الشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم رأس الخيمة ـ رابع أكبر إمارة في دولة الامارات العربية المتحدة ـ توفي أمس وسيخلفه ولي عهده الشيخ سعود.
وحكم الشيخ صقر ـ الذي يعتقد انه في أواخر التسعينيات من العمرـ رأس الخيمة لأكثر من 60 عاما أي قبل إنشاء الإمارات العربية المتحدة عام 1971. وكان يرقد في المستشفى لعدة أشهر.
وذكرت وكالة انباء الامارات أن الشيخ سعود (54 عاما) أعلن حاكما جديدا لرأس الخيمة وقدم المجلس الأعلى لحكام الإمارات السبع دعمهم الكامل له.
وأعلنت الحكومة فترة حداد رسمي تنكس خلالها الأعلام وقالت إنها ستغلق الوزارات والمؤسسات الحكومية.
وأقيمت صلاة الجنازة على روح فقيد دولة الامارات العربية الشيخ صقر بن محمد القاسمي عقب صلاة العصر أمس حيث يشيع بعدها إلى مثواه الأخير في مقابر الأسرة الحاكمة في منطقة «العريبي» في رأس الخيمة.
وقد نعى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الفقيد الكبير وقرر إعلان الحداد الرسمي في الدولة وتنكيس الأعلام على الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية مدة أسبوع اعتبارا من أمس.
كما نعى حاكم رأس الخيمة الشيخ سعود بن صقر بن محمد القاسمي الشيخ صقر بن محمد القاسمي وقرر اعلان الحداد العام في الامارة وتنكيس الأعلام مدة «40 يوما» وتعطيل الدوائر والمؤسسات المحلية مدة أسبوع اعتبارا من أمس.
* وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم أسرة «الأنباء» الى الأشقاء في دولة الإمارات رئيسا وحكومة وشعبا، بأحر التعازي، داعين الله عز وجل أن يتغمد الفقيد الكبير بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.
هذا، وقد أعلن المجلس الأعلى لحكام دولة الإمارات أمس مباركته تولي الشيخ سعود بن صقر القاسمي مقاليد الحكم في إمارة رأس الخيمة.
وأكد المجلس الأعلى في بيان أصدرته وزارة شؤون الرئاسة في دولة الإمارات بهذه المناسبة دعمه الكامل للشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة لمواصلة مسيرة والده الراحل في دعم المسيرة الاتحادية الى جانب اخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
لكن الشيخ خالد بن صقر القاسمي (67 عاما) الابن الأكبر للشيخ صقر وكان حتى 2003 وليا للعهد، أعلن في رسالة فيديو على الانترنت انه هو الحاكم الجديد للإمارة، حيث دخل أيضا إلى قصر الإمارة وأعلن نفسه حاكما، إلا أن قوات الأمن تدخلت واحتجزته في إحدى غرف القصر.
وقال الشيخ خالد في رسالته «أما وقد اختاره الله مشيرا الى والده الراحل، فعلينا تحمل مسؤولياتنا بصفتنا حاكم رأس الخيمة وتحمل واجبات والتزامات بلدنا الملقاة على عاتقنا بما يتفق مع القانون والدستور». واضاف «في الأيام والأسابيع المقبلة سنقوم بالاجتماع بالعائلة والأصدقاء وأعضاء المجلس الأعلى لحكام الإمارات وتحديد جدول أعمال المائة يوم الأولى من قيادتنا القانونية ومتابعة تنفيذ قرار والدنا».
وقال في رسالته أمس «تابعنا بقلق شديد ما حدث مؤخرا في رأس الخيمة حيث انحرفت عما رسمه والدنا رحمه الله».
وعلى صعيد متصل وفيما يتعلق برسالة الشيخ خالد والتي يقول فيها ان الخلافة من نصيبه، يقول متابع من دبي لـ «إيلاف» ان الشيخ خالد يعلم انه لا يملك الإمكانات التي تمكنه ان يكون خليفة، ويرون انه فقد آخر حظوظه بوفاة والده الذي أمضى آخر أيام مرضه في غيبوبة.
وأوضح هذا المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان «الشيخ خالد يعتبر نفسه ولي العهد ونائب الحاكم الشرعي بدلا من اخيه الشيخ سعود ويتسلح بمرسوم صادر عن والده في فبراير 2004 يعيده الى منصبه بعد سنة من إزاحته وتعيين الشيخ سعود مكانه». وتابع «ليس هناك اي خطر على الأرض لهذه الخلافات والإشكالية السياسية وتتم معالجتها بالسبل الهادئة».
وقال مصدر مقرب من الشيخ خالد لوكالة فرانس برس انه لم يتمكن من حضور جنازة والده إذ «منع من مغادرة قصره» برفقة حراسه.
وذكر المصدر ان 3 من أقرباء الشيخ خالد قالوا له انه يمكنه الحضور لكن دون حراسه، الا انه فضل الا يشارك في الجنازة في ظل هذا الشرط.
وقال في رسالته أمس «تابعنا بقلق شديد ما حدث مؤخرا في رأس الخيمة حيث انحرفت عما رسمه والدنا رحمه الله». وقام رجال شرطة مسلحون برشاشات بتأمين حماية المسجد حيث أقيمت صلاة الجنازة، فيما طافت مروحية عسكرية فوق المنطقة. كما انتشرت سيارات مصفحة تحمل أسلحة رشاشة على احد الدوارات في المدينة.