طالبت الجامعة العربية بمتابعة ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق العراقيين والتي أظهرها موقع ويكيليكس، مشددة على أهمية التعاون مع الحكومة العراقية في هذا الموضوع الذي اعتبرت انه يرقى الى مستوى الجرائم ضد الانسانية.
وقال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي في تصريحات امس حول رد الجامعة على هذه الوثائق «انها تُدرس الآن من قبل العديد من الدول العربية ودول العالم وكذلك الجامعة العربية»، معتبرا ان هذه الوثائق وما كشفته تشكل خطورة وجريمة ترتقي الى جرائم ضد الانسانية وانتهاكات ضد الشعب العراقي.
وأكد ضرورة متابعة الذين اقترفوا هذه الجرائم وضرورة جمع مزيد من المستندات والوثائق، مشيرا الى أن موقع ويكيليكس أحد المصادر كما ان الأمانة العامة لها مصادر أخرى.
وشدد بن حلي على أهمية التعاون مع الحكومة العراقية في هذا الموضوع قائلا «دائما عندما تتعلق الأمور بالشعب العراقي فان هناك حكومة وسلطة عراقية نلجأ اليها».
وأضاف «لقد بلغني ان الحكومة العراقية أيضا شكلت لجنة وهي الآن بصدد تجميع الوثائق والحالات وستتابع الذين تسببوا في هذه الجرائم». وذكر ان هناك دراسة تجري لهذه المعلومات من قبل أجهزة الأمانة العامة للجامعة العربية المعنية ومن قبل العديد من الدوائر، مضيفا «ان هذا الموضوع لا ينبغي أن يمر مرور الكرام، فإذا كانت هناك جرائم اقترفت بحق أبناء العراق فلابد من محاسبة الذين ارتكبوها».
وأفاد بأنه «كانت هناك بعض الخروقات في السابق ضد أشخاص وقد وصلتنا رسائل وشكاوى وتدخلنا بشكل بعيد عن الاعلام وتمت معالجة بعض الأمور سواء فيما يتعلق بخروقات ضد الانسان أو بالنسبة لإيقاف شخصيات وهذا الموضوع محل متابعة حتى قبل أن تعلن هذه الوثائق».
وحول تأثير هذه الأمور على استضافة العراق للقمة العربية قال نائب الامين العام للجامعة العربية «ان هذا جانب آخر ولا نربط هذا بذاك».
إلى ذلك، كشف نائب مقرب من رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته نوري المالكي أن ائتلاف «دولة القانون» لن يذهب إلى الطاولة المستديرة التي دعا اليها رئيس اقليم كردستان مسعود برزاني لمناقشة موضوع الرئاسات الثلاث البرلمان والجمهورية والوزراء.
وقال النائب كمال الساعدي عضو ائتلاف «دولة القانون»، في ندوة عرضت ليل أمس الاول في محطة تلفزيون «العراقية» الرسمية: «نحن لن نذهب الى الطاولة المستديرة التي دعا اليها رئيس اقليم كردستان مسعود برزاني».
وأضاف: «الطاولة المستديرة طرحت سابقا ورفضناها وقلنا لن نذهب الى هذه المبادرة لنناقش موضوع الرئاسات الثلاث هذا قرار متخذ.. بل نناقش موضوع المشاركة في الحكومة وكيف تكون والمشاكل والمخاوف وشكل الحكومة لان كل هذا قابل للحوار».
وأضاف: «موضوع رئاسة الحكومة حسم للمالكي لذلك نحن لن نناقش موضوع الرئاسات الثلاث اذا ذهبنا الى اربيل لأننا اذا ناقشنا هذا الموضوع فان هذا يعني العودة الى ما قبل سبعة اشهر من المفاوضات وهذا يعني اننا نرجع الى نقطة الصفر».
وتابع: «اننا نقترب بشكل حقيقي من تشكيل الحكومة وان عقد جلسة مجلس النواب لن تتجاوز عشرة ايام أو قد يكون اقل بكثير من هذا الوقت وإذا عقد مجلس النواب فهذا معنا انه يجب اختيار رئيس للمجلس وحتى ذلك اليوم هناك حوارات جدية وهناك تقارب بين الكتل السياسية وهو أفضل بكثير مما كان في السابق».
وقال الساعدي: «نحن مع التحالف الكردستاني تقريبا، حسمت المفاوضات وبقيت نقطة واحدة مختلف عليها وهي قضية اذا استقال الوزراء الكرد من الحكومة فإنها تعد حكومة مستقيلة وتمت مناقشتها ووضعت بدائل لها وسنصل الى اتفاق لحسمها، هناك قبول عام واقتناع عام بأنه لم يعد هناك وقت للتأخير وعلينا ان نجلس ونتحدث عن حكومة شراكة وطنية».
وكان رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق عمار الحكيم أكد أن الطاولة المستديرة التي دعا اليها برزاني قادرة على إخراج العراق من الأزمة الراهنة لتشكيل الحكومة لأنها فرصة لتوحيد الرؤى.