تواجه السلطات الافغانية معضلة مأساوية في قضية الرهائن الكوريين الجنوبيين والالماني، فإما ان توافق على مطالب حركة طالبان بالافراج عن معتقلين مما يحثهم على مضاعفة عمليات الخطف، او انها ترفض مع المجازفة بتعريض الرهائن جميعهم للموت.
فبعد قتلهم اثنين من الرهائن لا يزال اعضاء طالبان يحتجزون منذ اسبوعين 21 كوريا جنوبيا انجيليا وايضا مهندسا المانيا وهم يطالبون بمبادلتهم بمعتقلين لهم في السجون الافغانية.
وفي حين نقلت وكالة الانباء الكورية الجنوبية يونهاب أمس عن مصادر حكومية، ان سيئول استبعدت القيام بعملية إنقاذ عسكرية للرهائن الـ 21 الذين تحتجزهم حركة طالبان جنوبي أفغانستان، ولكنها قالت أنها تشارك في محادثات مباشرة مع المتمردين حيث قال مسؤول من كوريا الجنوبية ان مقاتلي طالبان على اتصال مع حكومة كوريا الجنوبية.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه «طالبان تتصل بنا بين الحين والاخر عن طريق سفارتنا في أفغانستان ولا يمكننا تأكيد فحوى هذه المناقشات».
ومع انقضاء المهلة الاخيرة التي أعلنت عنها حركة طالبان والتي كانت مقررة ظهر امس هددت طالبان بقتل اربعة من الرهائن كونها لم تتلق الى الان اية ردود ايجابية بحسب قناة الجزيرة الفضائية.
وكان المتحدث الرئاسي تشيون هو سيون قد صرح للصحافيين امس إن الحكومة الكورية تعارض القيام باي عملية عسكرية لانقاذ الرهائن.
في غضون ذلك اعلنت الشرطة الافغانية العثور في ولاية غزنة حيث يحتجز الرهائن الكوريون الجنوبيون الباقون، على جثث اربعة قضاة افغان خطفهم مسلحون وافاد مصور لوكالة فرانس برس بأنه تم العثور على جثث القضاة الاربعة في اقليم دا-ياك وهي تحمل اثار رصاص في الرأس والصدر. وقد خطف القضاة في 20 يوليو غداة خطف مجموعة الكوريين الجنوبيين في ولاية غزنة بحسب الشرطة. وكانت طالبان تبنت ايضا عملية خطف القضاة الافغان الاربعة.
وقال احد مستشاري الحكومة طالبا عدم كشف هويته ان كابول التي تواجه «ضغطا هائلا من سيئول، لا تستطيع انقاذ الرهائن من دون الافراج عن بعض سجناء طالبان ودفع كثير من المال».
واضاف «والا سيعمدون الى قتلهم واحدا تلو الاخر وهذه القضية ستدوم لأسابيع»، معتبرا ان السلطات الافغانية بصدد دفع ثمن «الخطأ الفادح» الذي ارتكبته من خلال الافراج عن معتقلين من حركة طالبان مقابل اطلاق سراح الصحافي الايطالي دانييلي ماستروجياكومو في مارس الماضي.
الصفحة في ملف ( pdf )