دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز امس المسؤولين العراقيين الى إجراء محادثات في الرياض ترعاها الجامعة العربية بعد عطلة عيد الأضحى لتجاوز مأزق تشكيل الحكومة العراقية.
وقال خادم الحرمين في بيان نقلته الوكالة السعودية «أدعو الرئيس جلال طالباني رئيس جمهورية العراق الشقيق، وجميع الأحزاب التي شاركت في الانتخابات والفعاليات السياسية الى وطنكم الثاني المملكة العربية السعودية، وفي مدينة الرياض، بعد موسم الحج المبارك، وتحت مظلة الجامعة العربية، للسعي الى حل لكل معضلة تواجه تشكيل الحكومة التي طال الأخذ والرد فيها».
وأضاف الملك عبدالله ان «الجميع يدرك أنكم على مفترق طرق يستدعي بالضرورة السعي بكل ما أوتيتم من جهد لتوحيد الصف، والتسامي على الجراح، وإبعاد شبح الخلافات، وإطفاء نار الطائفية البغيضة».
وتابع خادم الحرمين حسب البيان «إن وحدتكم وتضامنكم وتكاتفكم قوة لكم ولنا، ومدعاة إلى لم الشمل، والتحلي بالصبر، والحكمة، لنكون سدا منيعا في وجه الساعين إلى الفتنة مهما كانت توجهاتهم ودوافعهم، ولتتمكنوا من إعادة بناء وطن الرافدين الذي كان وسيظل مع أشقائه العرب حصنا حصينا ضد كل فرقة، أو فتنة، أو عبث لا يستفيد منه غير أعداء الأمة»،.
وتابع الملك عبدالله «إننا في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية نشاطركم كل ذلك، ونؤكد لكم استعدادنا التام لمد يد العون، والتأييد، والمؤازرة، لكل ما سوف تتوصلون إليه من قرارات، وما تتفقون عليه من أجل إعادة الأمن والسلام إلى أرض الرافدين»، وختم الملك عبدالله نداءه للعراقيين بقوله «إن الدور الملقى على عاتقكم سيكتبه التاريخ، وستحفظه الأجيال القادمة في ذاكرتها، فلا تجعلوا من تلك الذاكرة الفتية حسرات وآلاما وشقاءً، مضيفا «هذه أيدينا ممدودة لكم ليصافح الوعي راحتها، ولنعمل معا من أجل أمن ووحدة واستقرار أرض وشعب العراق الشقيق».
يذكر ان موسم الحج ينتهي في النصف الثاني من نوفمبر المقبل، ولم تتوصل الكتل السياسية العراقية بعد الى اتفاق على تشكيل الحكومة المقبلة بالرغم من مرور نحو ثمانية أشهر على إجراء الانتخابات البرلمانية في السابع من مارس الماضي.
وعلى الفور لاقت دعوة خادم الحرمين ترحيبا عراقيا من مختلف الفصائل، حيث أعلنت قائمة العراقية والتيار الصدري وائتلاف دولة القانون الموافقة على حضور الاجتماع في الرياض بعد موسم الحج.
الى ذ لك، كشف زياد عزيز نجل نائب رئيس الوزراء العراقي في النظام البائد عراب الافك طارق عزيز عن وصية أرسلها والده إلى عائلته، عبر محاميه، يطلب فيها أن يدفن في الأردن في حال تم إعدامه أو توفي، «على أن يدفن في مرحلة ما بعد تحرير العراق في بلده، خشية تعرض قبره للتمثيل به من قبل من أسماهم بالغوغائيين».
وجدد زياد عزيز في تصريح لصحيفة «الغد» الأردنية نشرته في عددها الصادر امس التأكيد على أن الحكم الصادر بإعدام والده من قبل المحكمة الجنائية العراقية فيما يعرف بقضية «تصفية الأحزاب الدينية في العراق»، هو حكم «سياسي بامتياز».
وأضاف «إنه لا توجد تهم جنائية بحق والدي، فحكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، أرادت حرف الأنظار عن تقرير موقع ويكيليكس الذي كشف عن بشاعة الجرائم التي ارتكبت بحق العراقيين، لتخفيف الضغط عنه، بسبب هذه القضية، وهزت أركان حكومته غير الشرعية».
وقال «إن طارق عزيز عندما قام بتسليم نفسه، كان يدافع عن العراق وعن الرئيس الراحل صدام حسين وعن كل العراقيين، وهو دائما يعترف بأن لكل مرحلة يوجد أخطاءها».