تلقت القيادة السياسية العراقية المشلولة منذ نحو 8 أشهر ضربة أمنية هي الأعنف، حيث تبنى تنظيم «دولة العراق الإسلامية» الموالي للقاعدة الهجوم الذي استهدف كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في حي الكرادة في العاصمة العراقية بغداد، كما امهل الكنيسة القبطية المصرية 48 ساعة للإفراج عن مسلمات «مأسورات في سجون اديرة» في مصر، وذلك بحسب مركز سايت الاميركي المتخصص في مراقبة المواقع الالكترونية الإسلامية.
وجاء في بيان للتنظيم «صالت ثلة غاضبة من اولياء الله المجاهدين على وكر نجس من اوكار الشرك التي طالما اتخذها نصارى العراق مقرا لحرب دين الاسلام وارصادا لمن حاربه».
ويأتي ذلك بعد العملية التي استهدفت مساء أمس الأول كنيسة سيدة النجاة وادت الى مقتل 37 رهينة وجرح 56 آخرين على الاقل.
وشنت القوات الأمنية العراقية بمؤازرة من الجيش الاميركي هجوما لتحرير الرهائن فقتلت ثمانية من المسلحين التسعة. وكان المسلح التاسع قد فجر نفسه قبل تدخل القوات العراقية والاميركية، بحسب مصدر امني.
ولم يحدد تنظيم «دولة العراق الاسلامية» تاريخ العملية او مكانها، لكنه قال انه نفذها «نصرة لأخواتنا المسلمات المستضعفات الاسيرات في ارض مصر المسلمة».
وامهل التنظيم الكنيسة القبطية في مصر 48 ساعة «لتبيان حال اخواتنا في الدين المأسورات في سجون اديرة الكفر وكنائس الشرك في مصر واطلاق سراحهن جميعهن».
وبحسب «سايت» فإن تهديدات القاعدة لأقباط مصر تأتي عقب الدعوات الى المسلمين للتحرك من اجل زوجتي كاهنين قبطيين قيل ان احداهما اعتنقت الاسلام ولهذا السبب تم احتجازها داخل احد الاديرة، وان الثانية ابدت رغبتها في إشهار الاسلام فاحتجزت بدورها في احد الاديرة.
وبث التنظيم ايضا تسجيلا مصورا منسوبا الى «مقاتل» يقود مجموعة انتحارية ويهدد بدوره الكنيسة القبطية في مصر ويقول ان زوجتي الكاهنين المعتقلتين هما كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، كما ذكر سايت.
وجاء في الوعيد انه اذا لم يلب الاقباط مطلب التنظيم «ستفتحون على ابناء ملتكم بابا لا تتمنونه ابدا ليس بالعراق فحسب بل في مصر والشام وسائر بلدان المنطقة فلديكم عندنا مئات الآلاف من الاتباع ومئات الكنائس وكلها ستكون هدفا لنا ان لم تستجيبوا».
من جهته، قال الفريق حسين كمال وكيل وزارة الداخلية العراقية إن عدد قتلى حادث احتجاز الرهائن في كنيسة سيدة النجاة ارتفع إلى 52 شخصا.
ونقلت قناة «الجزيرة» الفضائية أمس عن كمال قوله إن 67 شخصا أصيبوا أيضا خلال عملية تحرير الرهائن، بدوره أدان البابا بنديكتوس السادس عشر أمس الهجوم ونقلت إذاعة الفاتيكان عن البابا قوله بعد صلاة الملاك صباح أمس في ساحة الفاتيكان ان الهجوم «بالغ الخطورة» ويأتي في إطار العنف الذي يستهدف المسيحيين في الشرق الأوسط داعيا للصلاة «لضحايا هذا العنف الوحشي الذي استهدف مدنيين عزلا».
وأضاف «في مواجهة العنف الوحشي الذي يواصل تقسيم شعوب الشرق الأوسط أجدد دعوتي للسلام: هذه هدية من الله ولكنها أيضا نتيجة جهود أصحاب النوايا الطيبة والمؤسسات الوطنية والدولية».
وخلص إلى القول «يجب أن تتضافر جهودنا لضمان وقف جميع أشكال العنف» في المنطقة.