فيما توجه الأميركيون الى صناديق الاقتراع امس للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات النصفية، أشارت استطلاعات الرأي إلى تضاؤل احتمالات الانقلاب الذي راهن البعض على حدوثه في السياسة الأميركية بإيصال مرشحة مارست السحر الى مجلس الشيوخ الأميركي.
وكانت المرشحة كريستين اودونل دخلت السباق ضد منافسها الديموقراطي كريس كونز متخلفة وراءه بنسبة 21% ولكنها تمكنت خلال الحملة من تقليص الفارق الى حد أنعش الآمال بفتح أبواب السلطة التشريعية امام «ساحرة». لكن بدا ان تقدمها لا يكفي للفوز، بحسب استطلاعات الرأي التي تبين انها مازالت تتلكأ وراء المرشح الديموقراطي بنسبة 10% من الأصوات.
ويلاحظ مراقبون انه حتى في بلد مثل الولايات المتحدة أنجب كثرة من السياسيين ذوي الأصول الطريفة مثل المصارع المحترف جيسي فنتورا فإن المرشحة اودونل تتميز عنهم جميعا.
واستحوذت هذه المرشحة المدعومة من حركة حزب الشاي على موجات الأثير وأحدثت ازدحاما في حركة المدونات طيلة الاسابيع الماضية. وتمكن الجمهور من الاطلاع خلال حملة اودونل الكاثوليكية قبل ان تتحول الى الانجيلية، على مواقفها من قضايا متعددة. فهي على سبيل المثال تنظر إلى الاستمناء على انه معادل للزنا. وترى ان المصابين بفيروس الايدز استنزلوا هذا المرض على أنفسهم. وحملت على علماء قالت انهم تمكنوا من تخليق فئران «تعمل بأدمغة بشرية».
كما اطلع الجمهور على الكثير من تفاصيل حياتها الخاصة، بما في ذلك تأخرها في دفع الإيجار والشعر الموجود في مناطق حساسة من جسمها، بحسب احد المواقع الالكترونية.
ولكن الرحلة الحافلة بالإثارة التي قطعتها المرشحة كريستين اودونل محبوبة حزب الشاي خلال الحملة الانتخابية وصلت امس الى نهايتها. وبعدما خاطبت الناخب في ملصقاتها الدعائية بعبارة «أنا أنت» تشير استطلاعات الرأي إلى ان الناخب لا يعتزم الرد عليها بالمثل.
ولكن حتى إذا هزمت اودونل فإن محاولتها العجيبة للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ الأميركي ستبقى حية في الذاكرة. ويرى المعلق ايد بيبلكنتون الذي تابع حملاتها في ولاية ديلاوير ان دخول شخص مثل اودونل حلبة السياسة ينطق في مجلدات عن الولايات المتحدة، واصفا إياها بالبلد المتشنج والنزق إلى حد يمكن ان يطرح مرشحة غريبة الأطوار مثل اودونل لتولي أعلى المناصب في حزب ابراهام لنكولن.
كما تتحدث حملة اودونل في مجلدات عن تأثير حركة حزب الشاي في العملية السياسية الاميركية بوصفها تعبيرا عن غضب اليمين الأميركي الذي تمكن في غضون عامين من قلب الآمال العريضة التي ارتبطت بفوز باراك اوباما رأسا على عقب.
في غضون ذلك أكد قياديون في حركة حزب الشاي على اختلاف تشعباتهم وتفرعاتهم انهم ليسوا نادمين على حشد الدعم لمرشحة مثل كريستين اودونل تبدو هزيمتها في الانتخابات مسألة مفروغا منها لاسيما ان هذا الدعم ضمن لها الفوز في الانتخابات الحزبية التمهيدية على الجمهوري المعتدل مايك كاسل الذي كانت فرص فوزه اكبر بكثير.
ويسعى الجمهوريون الى الفوز برقم 50 السحري الذي يضمن لهم انتزاع الأغلبية على مجلس الشيوخ من الديموقراطيين. وإذا باءت محاولتهم بالفشل فإن كريستين اودونل ستدخل التاريخ بوصفها المرأة التي كلفت الجمهوريين خسارة مجلس الشيوخ.