توجه حوالي مائة مليون اميركي الى صناديق الاقتراع امس، لكن سكان العاصمة الاميركية التي تقيم فيها غالبية من السود والديموقراطيين، لا يملكون حتى الان نائبا له حق التصويت في الكونغرس، رغم الجهود التي بذلت اخيرا لتصحيح هذا الوضع السائد منذ اكثر من مائتي عام. وهذا النظام الاداري الغريب يحرم العاصمة الفيدرالية للبلاد، المدينة التي تعد حوالى 600 الف نسمة والتي تدفع الضرائب للدولة الفيدرالية، من تمثيل ديموقراطي فعلي في الكونغرس. وفي فبراير 2009، اعتمد مجلس الشيوخ الاميركي مشروع قانون ينص على منح سكان العاصمة «واشنطن دي سي» (ديستريكت اوف كولومبيا) نائبا يمكنه ان يشغل مقعدا في مجلس النواب ويمارس حقه في التصويت.
وحاليا هناك في العاصمة «مندوبة» في مجلس النواب هي اليانور هولمز نورتون يمكنها ممارسة حقها بالتصويت في اللجان لكن ليس خلال جلسة عامة عند تبني النصوص التشريعية.
يشار الى ان الكونغرس لم يكن ابدا قريبا الى هذا الحد من حل لهذه المشكلة الشائكة.
لكن خلال التصويت في مجلس الشيوخ تمت الموافقة ايضا على تعديل اقترحه الجمهوري جون اينساين لتسهيل امكانية حصول سكان واشنطن على الاسلحة النارية.
ومنذ ذلك الحين يتجنب مجلس النواب الذي يفترض ان يصادق على مشروع القانون، استمرار الموضوع بسبب عدم وجود توافق لاسيما حول التعديل الذي اقترحه اينساين.
من جانب اخر، يعتبر بعض الخبراء ان مشروع القانون غير دستوري لان وحدهم سكان الولايات بامكانهم انتخاب اعضاء الكونغرس. وقال رئيس المجلس البلدي في المدينة فينس غراي الذي يتوقع ان يتولى مقاليد السلطة في العاصمة بعد انتخابات 2 نوفمبر، في الاونة الاخيرة في بيان «لا نزال نحارب من اجل الحصول على حق التصويت والحكم الذاتي والديموقراطية الكاملة حتى مع وجود رئيس ديموقراطي».
ويعد مجلس النواب حاليا 435 نائبا، وهو رقم يحتسب عملا بحجم سكان الدوائر.
والنواب الذين اعدوا مشروع القانون حاولوا التوصل الى افضل توازن ممكن بين الحزبين: حيث يرفع عدد مقاعد مجلس النواب الى 437 مع نائب واشنطن حيث يشكل الديموقراطيون اغلبية لكن ايضا منح مقعد جديد لولاية يوتا (غرب) معقل الجمهوريين.
وقد بدأ هذا النظام في 1800 حين قرر البرلمانيون الاميركيون نقل عاصمة الولايات المتحدة من فيلادلفيا الى واشنطن.
ولتجنب ان يمارس الاعضاء المنتخبون في العاصمة نفوذا كبيرا على الكونغرس تقرر ان تكون المدينة خاضعة مباشرة للدولة الفيدرالية.
واستمر هذا الوضع، وفي العام 1961 تمكن سكان واشنطن اخيرا من التصويت في الانتخابات الرئاسية.