بعد انتهاء مهلة الـ 48 ساعة التي حددها للكنيسة القبطية في مصر لإطلاق سراح سيدتين، اكد تنظيم القاعدة في العراق ان المسيحيين اصبحوا «اهدافا مشروعة للمجاهدين».
وقال بيان بحسب المركز الأميركي لمراقبة المواقع الإسلامية (سايت) «انتهت المهلة التي منحت للكنيسة النصرانية في مصر المسلمة لتبيان حال اخواتنا المأسورات وإطلاق سراحهن، ولم نسمع من هؤلاء ولا من غيرهم ممن شملهم الانذار الا ما يثبت تواطؤهم جميعا على حرب الإسلام».
وأضاف «لذا فإن وزارة الحرب بدولة العراق الإسلامية تعلن ان كل المراكز والمنظمات والهيئات النصرانية رؤسا واتباعا أهداف مشروعة للمجاهدين حيثما طالته أيديهم».
وتابع البيان: «ليعلم هؤلاء المشركون وفي مقدمتهم طاغوت الفاتيكان الخرف ان سيف القتل لن يرفع عن رقاب اتباعهم حتى يعلنوا براءتهم مما تفعل الكنيسة المصرية، ويظهروا للمجاهدين سعيهم الجاد للضغط على تلك الكنيسة المحاربة لإطلاق سراح المأسورات من سجون اديرتها وليلزموا بعد ذلك صوامعهم ويكفوا عن الإسلام». وأضاف «وإلا لنفتحن عليهم ابواب الخراب وبحور الدم».
وكانت قد سرت أخبار واسعة حول اعتناق وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة وهما زوجتا قسين ينتميان الى الكنيسة القبطية، الإسلام الأولى في 2004 والثانية في يوليو 2010.
ويقول بعض الناشطين المسلمين انهما ممنوعتان من الخروج من محل اقامتهما الذي تعرفه الكنيسة وحدها منذ ان قامت اجهزة الأمن بإعادتهما بـ «القوة» اليها.
ويؤكد الاقباط من جهتهم انه تم ارغام السيدتين على اعتناق الاسلام وان كلا منهما تركت منزل الزوجية بسبب خلافات اسرية شخصية.
وتثير حالتا السيدتين كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين توترا من حين لاخر بين المسلمين والاقباط في مصر وتتضارب الروايات المتعلقة بهما.
وحول الاعتداء على كنيسة سيدة النجاة في بغداد مساء الاحد، قال البيان «اما العملية المباركة التي حصلت في حي الكرادة ببغداد فقد نفذها خمسة من ابطال الإسلام».
ونفذت مجموعة مسلحة الاعتداء على كنيسة سيدة النجاة خلال الاحتفال بالقداس مساء الاحد في بغداد عشية عيد جميع القديسين. ويعتبر الاعتداء هو الأكثر دموية ضد مسيحيين في البلاد.
وافاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية ان 46 مؤمنا وسبعة من عناصر الامن قتلوا واصيب 60 آخرون بجروح مساء الاحــد عنـدما تدخـلت قوات الأمن العـراقية لتحـرير رهائن احتجزوا داخل الكـاتدرائية التابعة للسريان الكاثوليك.
في المقابل، أكد مصدر أمني مسؤول بوزارة الداخلية المصرية أن الأجهزة الأمنية عززت من إجراءاتها حول الكنائس في مختلف المحافظات، بعد تهديد القاعدة بمهاجمتها، فيما أكد الأنبا مرقص، أسقف كنيسة «شبرا الخيمة»، قدرة الأمن على حماية الكنائس من أية تهديدات محتملة.
كما أكد مصدر أمني آخر أنه تم تعزيز الحماية على البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قبل قداس أحياه البابا امس بالكاتدرائية الرئيسية في العاصمة المصرية القاهرة، ردا على التهديدات التي قد تطال البابا شخصيا.
من جانبه، قال أسقف كنيسة شبرا الخيمة، شمالي القاهرة، في تصريحات لموقع «سي.إن.إن»، إن «الحماية في يد الله، الذي قال: معكم في الأيام، وقال أيضا: لا تخف ولا ترتقب، ونحن كمسيحيين نثق في أمن مصر، الذي يحمي كل من على أرض مصر.
وتوجه الأنبا مرقص بالشكر إلى الأحزاب والإخوان المسلمين، على رفضهم المعلن للتهديدات، قائلا: «كل المصريين ضد التهديدات، التي تهدف إلى زعزعة أمن مصر، فما حدث جريمة قتل، لا يوافق عليها أحد بالتأكيد»، في إشارة إلى الهجوم على إحدى الكنائس ببغداد.
وأكد مرقص، ان الكنائس المصرية لا تحتجز رهائن مثل ما زعمت القاعدة، متسائلا: «إذا كانت الكنائس المصرية تحتجز رهائن كما تزعم الــقاعدة فهل هل تحرير الرهائن من شأن القاعدة، أم من شأن الأمن المصري؟»
كما رفض مرقص وصف القاعدة في بيانها، بابا الفاتيكان، بنديكتوس السادس عشر، بـ «طاغوت الفاتيكان الخرف»، مشيرا إلى أن بابا الفاتيكان «رجل دين، وصاحب مكانة رفيعة، وله احترامه».
من ناحيته قال يوسف سيدهم، رئيس تحرير أسبوعية «وطني»، الصحيفة القبطية في القاهرة، إن المسألة «مهمة وخطيرة للغاية، ويجب ألا يتم التقليل من شأنها».
وأضاف قائلا: «علينا أن نبقى أعيننا مفتوحة واتخاذ جميع الإجراءات لضمان عدم التعرض لمبانينا وكنائسنا».
وأشاد سيدهم بالإجراءات الأمنية التي اتـخذتها الحكومة المصرية، وكذلك مواقف القوى السياسية المصرية المختلفة، بما فيها موقف الإخوان المسلمين، من التهديد الصادر عن تنظـيم القاعدة، والذي أدان الهجوم الذي استهـدف كنيسة في بغداد، والتهديدات ضد الأقباط في مصر.