دونت فاطمة سلمان اسمها في صفحات تاريخ النضال النسوي في منطقة الخليج العربي، عندما انتزعت في الجولة الثانية المقعد البلدي في الدائرة الثانية من محافظة المحرق، لتصبح بذلك أول بحرينية وخليجية تصل إلى المجلس البلدي عبر صناديق الاقتراع، بعد أن انتهت الجولة الأولى بحصولها على 28% من الأصوات متفوقة على 8 رجال، إلا أن النسبة لم تؤهلها للفوز فخاضت الجولة الثانية لتحصل على 52% متفوقة على منافسها بـ 147 صوتا كانت كافية لتدخلها إلى تاريخ المشاركة النسوية في منطقة الخليج العربي.
إشادة من الملك وقرينته
وفور فوزها بعث العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة برقية لها جاء فيها «بكل السرور تابعنا فوزكم بعضوية المجلس البلدي في محافظة المحرق، كأول سيدة في البحرين تفوز من خلال الانتخابات وصناديق الاقتراع، وإننا نثق بأن هذا الفوز يجيء نتيجة للتقدم الذي أحرزته المرأة البحرينية في سلم الاستعدادات للتنمية والنهضة الشاملة في مملكتنا العزيزة، وإن هذه ثمرة طيبة مميزة من ثمار مشروعنا الحضاري الذي يتوجه إلى جميع المواطنين رجالا ونساء للإسهام في صنع مستقبل وطننا العزيز». بينما أشادت قرينة العاهل البحريني رئيسة المجلس الأعلى للمرأة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة بالروح التنافسية للمرشحات اللواتي قررن خوض التجربة على الرغم من صعوباتها وتحدياتها، إلا أن ذلك لم يثنينهن عن المشاركة وإثراء مسيرة المرأة البحرينية في هذا المجال، مهنئة بهذه المناسبة الوطنية نجاح المرشحة فاطمة سلمان ووصولها بكل كفاءة واقتدار إلى المجلس البلدي.
فاطمة لم تستبعد ترشحها لمنصب رئيس المجلس البلدي في مدينة المحرق التي تطغى عليها التيارات الإسلامية والجمعيات السياسية التي تمثل الإسلام السياسي وأكدت لوسائل الإعلام المحلية أن «هناك من حارب وصول المرأة بلديا، إلا أن درجة الوعي لدى الناخبين وأعمالها وإنجازاتها بالدائرة وقفت عائقا أمام ممارسات هؤلاء»، مبينة أن «أهم أسباب إصرارها على الترشح بلديا جاء لعملها في مجال العمل التطوعي والخدمي لسنوات طويلة».
عشق التطوع
وعن سبب اتجاهها للبلدي وليس النيابي تجيب فاطمة «اتجاهي للمجلس البلدي جاء لكوني أعمل دائما في الأمور الخدماتية، ولي خبرة واسعة فيها، حيث أعمل في هذا المجال منذ سنوات طويلة، فقد أعطيت الكثير فيما يخص الأعمال التطوعية فهذا النوع من العمل قريب مني».
ومن أبرز الملفات التي ستتحرك تجاهها قالت إن مشكلة «البيوت الآيلة للسقوط وتحسين مستوى البنية التحتية عندنا تأتي على رأس الأولويات، خاصة تأهيل الشوارع والمجاري وسأتابع الملفات المتعلقة بالأرامل والمطلقات اللاتي لهن هموم كثيرة منها الهموم الإسكانية ومشاكلهم المعطلة في وزارة الإسكان ووزارة التنمية الاجتماعية وهيئة الكهرباء والماء، ولن أخص النساء بل حتى الرجال وأي مواطن يطرق بابي حتى لو كان من دوائر أخرى وأستطيع مساعدته فسأساعده بلا شك. وأكد الأمين العام لرابطة المرأة والأسرة الخليجية محمد العثمان أن «فوز أول مرشحة في المجلس البلدي وحصولها على مقعد بجانب أخيها الرجل، هو رسالة من الناخب البحريني ان المشروع الإصلاحي لجلالة الملك الذي اهتم بمشاركة المرأة في اختيار من يمثلها، وأعطاها الفرصة لترشيح نفسها في الانتخابات النيابية والبلدية، قد حقق ثمراته وبدأت ملامحه تظهر واضحة للعيان.
علاوة على أن هذا يثبت أن الناخب والناخبة البحرينيين قد وصلا إلى درجة كبيرة من النضوج الديموقراطي، جعلتهما يختاران امرأة لتحمل هذه المسؤولية، وهو دليل على أهمية دور المرأة في المجتمع البحريني، والنهضة التي تشهدها المملكة».