مازال أسبوع الطرود المشبوهة المكتشفة في أكثر من عاصمة أوروبية مستمرا في بث الرعب وتحفيز إجراءات أمنية غير مسبوقة في المطارات والمنافذ ولعل حادثة إخلاء مطار غلاسكو لن تكون الأخيرة، حيث أعلنت الشرطة البريطانية أمس ان الإنذار الذي أطلق بعد اكتشاف طرد مشبوه وأدى إلى إخلاء مطار غلاسكو الاسكتلندي جزئيا مساء أمس الأول كان خاطئا.
وقال المفوض رواريدث نيكولسون «مع انه تبين انه إنذار خاطئ، لا شك ان الاجراءات الأولية التي اتخذها طاقم المطار كانت مناسبة تماما».
وكان المفوض يشير بذلك إلى اكتشاف طرد مشبوه في منطقة لتفتيش الركاب قبل صعودهم الى الطائرة ما أدى الى إغلاق جزئي للمطار.
وبقي المطار مفتوحا خلال الإنذار وواصلت الطائرات الهبوط فيه لكن عمليات صعود الركاب الى الطائرات علقت مؤقتا.
في اليونان التي سجلت رقما قياسيا في عدد الطرود المكتشفة أو المفجرة، أعلنت الشرطة اليونانية أمس أيضا أنها فجرت طردا بريديا ملغوما كان موجها إلى السفارة الفرنسية في أثينا وعثرت على 5 طرود مفخخة أخرى.
وذكرت وكالة أنباء أثينا أن الشرطة فجرت رزمة «مشبوهة» في مقاطعة كاليتيا في أثينا كانت موجهة إلى السفارة الفرنسية، كما وصلتها معلومات عن وجود خمس طرود أخرى موجهة إلى سفارات أجنبية أخرى.
وقد تم التبليغ عن الطرد الملغوم إلى فرنسا في خدمة «آي سي إس» البريدية وظهر أن العبوة مخبأة داخل كتاب والطرود الخمسة الأخرى في خدمة «يو بي إس» البريدية.
وتحمل الشرطة اليونانية ناشطين يساريين مسؤولية الطرود الملغومة بعدما كانت قنابل صغيرة انفجرت في سفارتي سويسرا وروسيا في اثينا الثلاثاء الماضي وعثر على طرد يحوي متفجرات في مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وطرد موجه إلى رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو بيرلسكوني بالإضافة إلى طرود كانت موجهة إلى عدد من السفارات في أثينا وطردا كان موجها إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
حمى الطرود المشبوهة انتقلت الى الطرف الآخر من الكرة الأرضية، حيث أعلن مسؤولون أمس أن الشرطة الكورية الجنوبية بدأت تفتيش جميع البريد المرسل إلى الموقع الرئيسي لقمة مجموعة العشرين في سول، بعدما أثار اكتشاف طرود ملغمة موجهة لقادة الدول الأوروبية مخاوف أمنية.
وتعقد اجتماعات قمة العشرين في مركز المؤتمرات والمعارض «مجمع كويكس» بجنوب العاصمة سول خلال يومي 11 و12 نوفمبر الجاري، بمشاركة نحو 10 آلاف شخص، من بينهم 32 قائدا ورئيسا من الدول والمنظمات الدولية.
ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء عن هيئة الشرطة الوطنية القول إن جميع الرسائل والطرود المعنونة إلى مجمع كويكس الذي تتواجد في مبناه الرئيسي المئات من شركات الأعمال والتجارة، ستخضع إلى مسح بأشعة إكس والتفتيش بالاستعانة بكلاب بوليسية.
وقالت الهيئة إن خدمات توصيل الطرود غير مسموح بها خلال فترة القمة، وعلى أصحاب الطرود تسلم طرودهم شخصيا في مواقع التخزين المنفصلة وتمريرها بمنقطة التفتيش الأمني لإحضارها داخل المبنى.
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت الهيئة عن خطتها لبدء التفتيش بأشعة إكس في المطارات والفنادق التي يقيم فيها قادة مجموعة العشرين خلال القمة لمنع توصيل أي طرود مشتبه فيها تستهدفهم.
وذكرت يونهاب أنه بموجب قانون أمن خاص بقمة العشرين، والذي دخل حيز التنفيذ الشهر الماضي، جرى حظر جميع التظاهرات والتجمعات داخل دائرة يبلغ قطرها 2كم حول موقع قمة العشرين خلال فترة انعقادها. وسيتم تركيب حواجز متنقلة بارتفاع 2.2 متر وبطول 1.6 كيلومتر بالقرب من كويكس خلال يومي مؤتمر قمة العشرين.
كما تلقت الشرطة ليلة أمس الأول تقارير تشير إلى العثور على طرد مشتبه به في محطة قطار الترام في منطقة جامشيل جنوب سول، التي تبعد فقط بـ 3 محطات عن موقع كويكس، إلا أنه أتضح لاحقا أنه صندوق كمبيوتر محمول تم تركه دون صاحبه.