لم يكتف الرئيس الأميركي باراك أوباما بالامتناع عن زيارة باكستان حليفه الاستراتيجي في مكافحة الإرهاب خلال جولته الآسيوية وهو ما أثار سخط اسلام آباد، بل إنه وجه ومن جارتها اللدود الهند انتقادا لاذعا إلى الحرب التي تخوضها باكستان ضد الإرهاب كونها لا تسير بالسرعة المطلوبة، لكنه حث نيودلهي على الدفع من أجل محادثات السلام.
وجاءت هذه التصريحات ردا من أوباما على سؤال حول السبب في عدم تصنيف واشنطن لباكستان على أنها دولة إرهابية، وذلك على هامش لقاء أجراه أوباما مع طلبة جامعيين في إطار زيارته لمدينة مومباي، العاصمة المالية للهند.
بعد هجمات عام 2008 التي أودت بحياة 166 شخصا، وهو الأمر الذي أدى إلى تعطيل عملية السلام بين الجارتين حيث اتهمت نيودلهي إسلام آباد بدعم المسلحين.
وأوضح: «لقد حول الجيش الباكستاني بالفعل بعض اهتمامه وتركيزه إلى هذه المناطق، ولكن ليس هذا ما تدربت عليه قواتهم ولذلك عليهم التكيف بما يتناسب مع المناطق الجديدة والوقائع الجديدة».
من جانب آخر، أشاد الرئيس الأميركي، بالإسلام ووصفه بأنه «دين عظيم»، مشيرا الى أن هناك حاجة لعزل أولئك الذين شوهوا رؤيته.
وقال باراك أوباما في رد على سؤال لأحد الطلبة خلال لقائه المفتوح مع جمع كبير من طلاب كلية «سانت إكسافير كوليدج» بمومباي، «نحن ندرك هذا الدين العظيم.. ولكنه عندما يقع في أيدي قلة من المتطرفين، يأتي مشوها، مؤكدا أن واحدة من التحديات التي نواجهها هي الطريقة التي يمكننا بها عزل أولئك الذين شوهوا رؤيته».
وأضاف أوباما أن هذا التشويه للاسلام يمثل تحديا كبيرا في الهند ومختلف أنحاء العالم، مشيرا الى أن الجهاد يحمل الكثير من المعاني حيث يخضع لكثير من التفسيرات من أكثر من مليار شخص مسلم في العالم.
وأكد أوباما أن الاسلام دين عظيم ويرمز الى السلام والعدالة والإنصاف والتسامح.
وفي الشأن الافغاني، أوضح أوباما أن الولايات المتحدة تدعم فكرة القرار السياسي في أفغانستان إذا ما أبدى أي من عناصر طالبان الرغبة في الابتعاد عن القاعدة وقرروا التوقف عن اللجوء إلى العنف، واحترام الدستور الأفغاني.
إلا أنه أضاف أن هناك تنظيمات مرتبطة بطالبان والقاعدة أو العسكر الطيبة «لا يمكن التهاون معها».
وتابع: «ستكون هناك حاجة إلى تدخل عسكري مع من يتورطون في مثل العنف الذي رأيناه في مومباي أو الذي رأيناه في 11 سبتمبر».
لاحقا، وصل أوباما أمس إلى نيودلهي حيث يلتقي بالقيادات الهندية.
ووصل أوباما وقرينته ميشيل إلى مطار بالام في نيودلهي حيث كان في استقبالهما رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ وقرينته جورشاران كاور.
أوباما والسيدة الأولى يرقصان في مهرجان الأنوار الهندوسي
شارك الرئيس الاميركي باراك أوباما في احتفالات مهرجان الأنوار الهندوسي «ديوالي» أمس راقصا مع الاطفال في مدرسة في مومباي خلال زيارته الى الهند.
وجلس أوباما وزوجته ميشيل في البداية في مدرسة هولي نايم جنوب المدينة وراحا يصفقان على انغام الموسيقى فيما كان اطفال يرتدون أزياء ملونة يؤدون رقصة تقليدية خلال المهرجان السنوي. بعد ذلك، انضمت السيدة الاولى التي كانت ترتدي فستانا ذي مربعات مع سترة زهرية اللون الى الراقصين بحماسة ثم أقنعت زوجها الأكثر ترددا بمراقصتها.
الرئيس الذي خلع سترة بذلته ورفع كمي قميصه الابيض راح يقوم بحركات اليدين والذراعين المميزة التي تشكل جزءا لا يتجزأ من الرقص الهندي.
بعد ذلك تهافت الأطفال للحصول على توقيع الزوجين مطالبين بأن تلتقط لهم صور معهما.
وهي المرة الثانية التي ترقص فيها ميشيل اوباما مع الاطفال خلال هذه الرحلة، ويبدو أن اهتمامها بالتقاليد المحلية جعلها تكسب قلوب السكان المحليين، حيث رقصت حافية القدمين أمس الاول على انغام موسيقى بوليوودية خلال زيارة الى مؤسسة خيرية تساعد الايتام والمشردين في عاصمة الهند المالية والترفيهية.
ويشهد مهرجان ديوالي الذي صادف يوم الجمعة احتفالات صاخبة تدوم اياما في الهند ذات الأغلبية الهندوسية، لكن الشرطة حظرت إطلاق المفرقعات النارية حول الفندق الذي ينزل فيه الزوجان أوباما لأسباب أمنية.