بيروت - عمر حبنجر
بعدما وضعت معركة الانتخاب الفرعي في دائرة المتن اوزارها بفوز مرشح العماد ميشال عون، د.كميل الخوري بالمقعد النيابي وفوز منافسه الرئيس امين الجميل بالزعامة المارونية في هذه المنطقة من جبل لبنان كما اعلن الاخير.وتركز النشاط السياسي في بيروت على دراسة وتحليل نتائج هذه الانتخابات الصاعقة، فيما بدا فوز مرشح تيار المستقبل للمقعد السني في بيروت «تحصيل حاصل» لذلك لم يستوقف احدا ولو ان زعامة تيار المستقبل تتمنى لو ان كثافة الناخبين البيروتيين التي لم تتجاوز العشرين الف صوت كانت اكبر. يبدو ان الاهتمام بنتائج انتخابات المتن، مردود الى الاحتدام السياسي الكامن فيها، وبالتالي ارتباطها بالتحديات المتعاظمة بين الزعامات المارونية، وخصوصا العماد ميشال عون والرئيس امين الجميل على ابواب الاستحقاق الرئاسي.
لقد اصر العماد عون على خوض هذه المعركة رغم تمنيات بكركي بان يخلف النائب الشهيد بيار الجميل من يستطيع الفوز بالتزكية ولم يكن بوسع الرئيس امين الجميل الذي يقدر خطورة الخسارة في هذا الوضع، ان ينسحب في ضوء غياب الخيارات الاخرى الملائمة وكان هدف كل منهما تحطيم الآخر داخل صناديق الاقتراع، واذا بالنتيجة تأتي خلافا لكل التوقعات، بحيث اعتبرت قول الاكثرية التي ينتمي اليها الجميل ان مرشح العماد عون فاز بالارقام «بفارق 418 صوتا» لكن منافسه الجميل خسر المقعد النيابي وربح الزعامة السياسية على موارنة المتن الشمالي والتي بوسعها الامتداد الى المناطق المارونية الاخرى.
ويقول احد اقطاب 14 مارس ان العماد عون ربح معركة لكنه خسر الحرب، بينما فقدت قوى الاكثرية نائبين بالاغتيال فاستعاضت بواحد، هو نائب بيروت محمد الامين عيتاني.
والراهن ان مرشح العماد عون ليس اول مرشح ماروني يفوز باصوات «غير الموارنة»، اكان في الجبل او في بيروت، وهناك شواهد كثيرة لكن في الحالة الحاضرة، تخطى الصراع مقعد المتن في مجلس النواب، الى محاولة اعادة ترسيم الاتجاهات السياسية للبنان.
ولذلك قدم عون نفسه هذه المرة كـ «زعيم وطني» وليس كمسيحي فقط.
الصفحة في ملف ( pdf )