عاد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الذي توارى عن الانظار منذ انتهاء ولايته الرئاسية قبل عامين تقريبا، الى الأضواء، مع نشر مذكراته التي يدافع فيها عن «الحرب على الإرهاب» وغزو العراق.
وصدر كتاب «نقاط القرار» بعد اسبوع على الانتخابات التشريعية الأميركية التي تمكن فيها الجمهوريون من استعادة الغالبية في مجلس النواب الأميركي بعد سنوات حكم بوش الثماني العاصفة في غالب الأحيان.
وسيحفل جدول اعمال بوش، الذي تفادى اي مقابلات منذ تسليمه مفاتيح البيت الأبيض الى باراك اوباما، بالمواعيد والمقابلات مع وسائل الاعلام للترويج لكتابه الذي طبع منه 1.5 مليون نسخة.
وكتب بوش في 500 صفحة عن اخطائه في الحملة قبل غزو العراق وعدم العثور على أسلحة دمار شامل بعد ان كانت تقارير استخباراتية أكدت ان الرئيس العراقي في حينه صدام حسين كان يملكها.
وقال بوش في مقتطف من الكتاب نشره تلفزيون «ان بي سي» خلال مقابلة مع الرئيس السابق «كنت أكثر من أصيب بالصدمة والغضب عندما لم نعثر على الأسلحة. انتابني شعور مقزز كلما فكرت في الأمر. ولا أزال».
لكنه أصر على ان «العالم أفضل من دون صدام حسين في السلطة لان ذلك معناه ان 25 مليون شخص يعيشون في حرية».
في الملف الإيراني، كشف بوش أنه أمر وزارة دفاع بلاده (الپنتاغون) بإعداد خطة لضرب منشآت إيران النووية وشن هجوم سري على سورية.
كما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أمس ونقلت عنه قوله «أعطيت توجيهاتي إلى الپنتاغون لدراسة ما يمكن أن يكون ضروريا لتوجيه ضربة ضد إيران لوقف مساعيها للحصول على قنبلة نووية مؤقتا على الأقل».
وقال بوش إنه بحث أيضا مع فريقه للأمن القومي شن غارة جوية أو هجوم سري للقوات الخاصة الأميركية على منشأة نووية سورية مزعومة بناء على طلب اسرائيل بعد أن ناقش هذا الأمر مع رئيس وزرائها وقتها ايهود أولمرت.
وأضاف الرئيس الأميركي السابق «درسنا الفكرة على محمل الجد ولكن الجيش ووكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) خلصا إلى أن عملية إنزال وحدة من القوات الخاصة داخل سورية ستكون خطرة جدا ونقلنا الموقف لأولمرت الذي أصيب بخيبة أمل»، وقام الإسرائيليون بأنفسهم بضرب هذه المنشأة في سبتمبر 2007، وحول ايران قال بوش إن بعض مستشاريه جادلوا بأن تدمير منشآت (إيران) النووية من شأنه أن يساعد المعارضة الإيرانية فيما أبدى مستشارون آخرون قلقهم من أن يؤدي ذلك إلى إثارة النزعة القومية الإيرانية ضد الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن الخيارين الآخرين اللذين درستهما إدارته «كانا التفاوض المباشر بين الولايات المتحدة وايران والانضمام إلى الأوروبيين في التعامل مع طهران عبر العقوبات والتفاوض».
وقال بوش إن العمل العسكري ضد ايران ظل دائما على الطاولة غير أنه شكل القرار الأخير بالنسبة له.
وناقش جميع الخيارات مع رئيس الوزراء البريطاني وقتها توني بلير لكن الشيء المؤكد كان أن الولايات المتحدة يجب ألا تسمح لإيران بتهديد العالم بقنبلة نووية.
وذكرت الصحيفة أن الكتاب، الذي تم نشره في الولايات المتحدة الأميركية، يهدف إلى تحسين صورة الرئيس الأميركي السابق وإعطائه الفرصة لتحسين موقفه أمام الشعب الأميركي خاصة في بعض القضايا الشائكة مثل العراق وأفغانستان وإعصار «كاترينا» وعمليات التعذيب والانتهاكات في غوانتانامو والانهيار المالي في وول ستريت.
كما كشف انه فكر في الانفصال عن نائبه ديك تشيني الذي عرض عليه الا يترشح معه لولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2004 وأعيد فيها انتخابه.
وقال بوش في مقتطف نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» «لقد فكرت فعلا في قبول العرض».
وكان تشيني بات «نقطة سوداء يركز عليها الإعلام واليسار اذ كان ينظر اليه على انه كائن بلا قلب يعمل في الظل داخل الادارة».
الا ان بوش قرر في النهاية انه بحاجة الى تشيني «لاتمام العمل».
ويشمل الكتاب 14 قرارا منفصلا اتخذها بوش خلال ولايته الرئاسية مع تحليل لكيفية توصله اليها، وذلك في محاولة منه لإلقاء الضوء على ادارته الرئاسية.
ويبدأ الكتاب مع اعتداءات 11 سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن والتي غيرت السياسات الخارجية والعسكرية لبوش بشكل جذري، وينتهي بالانهيار الاقتصادي في أيامه الأخيرة في البيت الابيض.
وأشار الى ان تحليقه فوق نيو اورلينز بطائرة اثر حصول الإعصار كان «خطأ فادحا» مقرا بانه كان يجب ان يتوجه الى لويزيانا ليقول للمسؤولين وضحايا الكارثة «أنا مصغ لكم».