أشارت النتائج شبه الرسمية التي نشرت أمس إلى ان المرشحين الموالين للسلطة فازوا باغلبية المقاعد في مجلس النواب الاردني اثر الانتخابات التشريعية المبكرة أمس.
وتمخض المجلس الجديد عن عدة مفاجآت حيث شهد خروج عدد كبير من النواب السابقين حيث لم يبق منهم سوى 26 عضوا، اضافة الى انضمام 13 امراة 12 منهن وفق نظام «الكوتا» انضمت اليهن ريم بدران وهي كريمة رئيس وزراء سابق، التي تمكنت من انتزاع مقعدها عن عمان خارج نظام الكوتا.
وبلغت نسبة المشاركة في التصويت 53 % وهي نسبة شبيهة بنسبة المشاركة في الانتخابات السابقة.
وقال رئيس الوزراء سمير الرفاعي في مؤتمر صحافي بعد اغلاق صناديق الاقتراع ردا على سؤال حول مدى تأثير مقاطعة الاسلاميين على الانتخابات، «واضح من الارقام ومقارنة بارقام السنوات السابقة أنه لم يكن هناك أثر».
لكن حزب جبهة العمل الاسلامي شكك أمس في صحة نسبة الاقتراع المعلنة وقال انها «لا يمكن ان تكون حقيقية».
وقال حمزة منصور، امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي لوكالة فرانس برس «من الواضح ان نسبة الاقتراع الحقيقية ليست مثل ما اعلنتها الحكومة، نعتقد ان النسبة لم تزد باي حال من الاحوال على 30%».
وراى منصور انه «من الواضح ان المجلس لن يكون احسن حالا من المجلس السابق، مجلس في معظمه غير مسيس وواضح ان راس المال هو الذي تقدم المسيرة وهذا يؤكد ان عملية شراء
الاصوات والتزوير كان لها الدور الاكبر في العملية الانتخابية»، ويضم مجلس الامة في الاردن مجلس النواب الذي يتم انتخاب اعضائه الـ 120 كل اربع سنوات، ومجلس الاعيان الذي يضم 60 عضوا يعينهم الملك.
وقاطعت الحركة الاسلامية، ممثلة في حزب جبهة العمل الاسلامي، الانتخابات باعتبار ان الحكومة «لم تقدم ضمانات لنزاهتها» بعد ما حدث من «تزوير» في انتخابات 2007، إضافة الى اعتراضها على نظام «الصوت الواحد».
وينص هذا النظام، الذي أبقت الحكومة عليه بعد تعديل قانون الانتخاب في مايو الماضي وما زال موضع انتقاد، على ان الناخب يحق له التصويت لمرشح واحد لمرة واحدة في الدائرة الانتخابية.
يشار الى انه بحسب النتائج التي اعلنها أمس التلفزيون الاردني الرسمي فان مرشحا واحدا من المرشحين الاسلاميين الذين تحدوا قرار المقاطعة لحزب جبهة العمل الاسلامي المعارض، قد انتخب في المجلس الجديد في دائرة بعجلون. وفاز أحمد القضاة في عجلون (شمال) بعد حصوله على أعلى عدد أصوات في دائرته الانتخابية.
ومن ابرز الشخصيات السياسية التي حجزت مقاعد لها في مجلس النواب رئيس الوزراء الاردني السابق فيصل الفايز ونائب رئيس الوزراء السابق عبدالله النسور ونائب رئيس الوزراء السابق محمد الحلايقة.
من جهته، أعلن وزير الداخلية الأردني نايف القاضي امس النتائج الرسمية للانتخابات البرلمانية التي جرت امس الاول، وقال انها تمخضت عن مجلس نواب تهيمن عليه أغلبية موالية للحكومة.
وقال القاضي في مؤتمر صحافي ان 78 نائبا دخلوا مجلس النواب، الذي يضم 120 مقعدا، للمرة الأولى، فيما أخفق 37 من النواب السابقين بالمجلس في الاحتفاظ بمقاعدهم في انتخابات الأمس.
وأضاف أن 17 مرشحا فازوا بمقاعد ممثلين لأحزاب السياسية.
وقد خاض الانتخابات 763 مرشحا، قال 86 منهم انهم ممثلون لأحزاب.
وركزت الحملات الانتخابية على القضايا الاقتصادية والاجتماعية الداخلية، فيما تطرق بعض المرشحين إلى قضايا السياســـة الخارجيــة.
وأعرب القاضي عن رضاه بشأن نسبة الإقبال على التصويت والتي بلغت 53%، وأوضح انها فاقت ما توقعوه، مشيرا الى ان أغلبية المقاعد كانت من نصيب الساسة والأكاديميين والتكنوقراط الذين يعتمــدون بشكل أساسي على الدعـــم القبلي والعائلــي.