بيروت - عمر حبنجر
أكدت كتلة التنمية والتحرير النيابية عزم رئيسها نبيه بري بذل كل جهد ممكن من اجل التوصل الى حلول للمشاكل المستعصية في لبنان. وتقول مصادر الكتلة ان بري الذي يتوقع زيارة قريبة لكل من عمرو موسى ووزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير، سيباشر اتصالاته بعد منتصف الشهر الجاري باتجاه مختلف الفرقاء تمهيدا للاستحقاق الرئاسي الداهم. ومن جهته، الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى رأى من القاهرة ان المطلوب من الآن وصاعدا التركيز على اسم الرئيس الجديد للجمهورية، وان هذا ما يجب ان يكون عليه العمل، بدعم عربي وربما دولي.
وأبلغ موسى جريدة «النهار» انه كان ينتظر الانتخابات الفرعية ليجري اتصالات هاتفية مع الرئيسين بري والسنيورة ومع النائب سعد الحريري وقادة آخرين لاستكشاف ما يجب القيام به على مستوى الرئاسة. هذه الأجواء تؤشر على ميل الخطاب السياسي الراهن في لبنان نحو الاستحقاق الرئاسي الصعب المنال. وفي هذا الاطار، اعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان اي رئيس يُنتخب من دون نصاب الثلثين في مجلس النواب سيكون «رئيس عصابة ومتآمرا على لبنان».
يشار الى ان فترة الشهر ونصف الشهر الفاصلة عن 25 سبتمبر موعد الاستحقاق الانتخابي تقف وراء الحماوة المتسارعة للملف الرئاسي منذ طي صفحة الانتخابات الفرعية في المتن وبيروت، ومن مظاهر هذه الحماوة السياسية عودة المعارضة الى الدعوة لحكومة الوحدة الوطنية الآن، وقبل الانتخاب الرئاسي، وهو ما تفهم منه الأكثرية ان المعارضة لم تتراجع عن مطلب «الثلث المعطل» في الحكومة، فضلا عن تمسكها (اي المعارضة) بنصاب الثلثين في انتخاب الرئيس، في حين وصف رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية مثل هذه الطروحات، بـ «المشبوهة، وتهدف الى تعطيل الانتخابات الرئاسية».
النائب «القواتي» انطوان زهرة أكد في تصريح له امس ضرورة التوافق على الرئاسة والحكومة في آن واحد. وقال: «اذا كان طرح الرئيس بري للتزامن بين الرئاسة والحكومة حقيقيا، فنحن امام فرصة حل حقيقية». واضاف: «ان هذه الفكرة طرحها اساسا رئيس «القوات» سمير جعجع منذ شهرين، وتقضي بتشكيل حكومة جديدة فور انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية في اي موعد يتفق عليه، ويحافظ عليها بعد بدء ولاية الرئيس الجديد». وقال نحن مع حكومة ترضي كل الأطراف، وتنهي مقولة موضوع المشاركة، «على ان تكون الأولوية القصوى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية» تجنبا لما قد يترتب على اي تعطيل لهذه الانتخابات من نتائج سلبية.
وحول احتمال حصول حوار مسيحي في الديمان حول الموضوع الرئاسي قال زهرة «قبل انتخابات المتن تمت مناشدة العماد ميشال عون للتفاهم على الموضوع الرئاسي، سعيا للوصول الى مرشح مشترك، نستطيع كقوى مسيحية تسويقه لدى الحلفاء في قوى 14 مارس، على ان يسوقه هو لدى حلفائه في قوى 8 مارس، لكننا لم نستطع التوصل الى مرشح مشترك، وارتأينا التفاهم على التنافس الديموقراطي داخل المجلس النيابي».
من جهته، شدد النائب عاطف مجدلاني عضو كتلة المستقبل النيابية على ضرورة العودة الى طاولة الحوار من اجل بحث كل المسائل العالقة واولاها الاستحقاق الرئاسي والحكومة، لافتا الى ان كل طرح يرتكز على حكومة انتقالية يمس بوحدة لبنان وبموقع الرئاسة. وقال في تصريح له صباح امس يقول «عندما يتغير رئيس الجمهورية حتما تستقيل الحكومة، وحتما تكون هناك حكومة جديدة، وتابع: «نتوافق على رئيس الجمهورية ثم نتوافق على الحكومة الجديدة، ولا يمكن الاصرار على هذا البند وفرض الثلث المعطل قبل انتخاب الرئاسة».
الصفحة في ملف ( pdf )