مازالت الإدارة الأميركية توالي عروضها المغرية على الاحتلال الإسرائيلي بهدف تجميد الاستيطان ولو في الضفة الغربية فقط حتى تستطيع عجلة مفاوضات السلام العودة من جديد بعد ايقافها عمدا بسبب مواصلة الاحتلال لاستيطانه الاحتلالي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ولهذا قدمت واشنطن عرضا مغريا على اسرائيل بهدف تجميد الاستيطان 90 يوما في الضفة وبحسب مصدر قريب من الملف فان الاقتراح يستثني القدس الشرقية المحتلة، مقابل سلسلة من العروض من واشنطن.
وأوضح هذا المصدر ان التجميد المقترح لا يقتصر على مشاريع البناء المقبلة بل يشمل ايضا تلك التي انطلقت في 26 سبتمبر مع انتهاء قرار التجميد السابق الذي فرضته حكومة بنيامين نتنياهو لعشرة اشهر. وتابع ان الولايات المتحدة وعدت اسرائيل بانها لن تطلب تمديد التجميد الجديد، وبان تدعم قرار التوقف عن البناء لتسعين يوما بخطوات تعزز امن الدولة العبرية.
وقال المصدر القريب من الملف ان ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما تسعى للحصول على موافقة الكونغرس على تسلم اسرائيل عشرين طائرة حربية اضافية تبلغ قيمتها ثلاثة مليارات دولار لتتمكن اسرائيل من المحافظة على تفوقها العسكري في المنطقة.
وأوضح ان واشنطن تريد ايضا ابرام اتفاقية امنية شاملة مع اسرائيل ـ بموازاة اتفاق مع الفلسطينيين ـ لتحقيق «الاحتياجات الامنية لاسرائيل». واضاف المصدر نفسه ان محادثات بشأن اتفاق في هذا الشأن ستبدأ في الاسابيع المقبلة.
كما وافقت واشنطن على استخدام حقها في النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي واي هيئة دولية اخرى ضد اي ضغط على اسرائيل في هذه القضية، حسب المصدر.
وتعليقا على الاقتراح الاميركي، شددت السلطة الفلسطينية على ان تجميد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة يجب ان يكون «شاملا»، بما في ذلك القدس الشرقية، لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل، بينما درست الحكومة الاسرائيلية امس في اجتماعها الاسبوعي العرض الاميركي المغري الا انها لم تصدر قرارها بعد الى ذلك، أكد حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أن النشاط الاستيطاني الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية «نشاط غير شرعي وغير قانوني ويخالف القانون الدولي تماما».
وقال زكي، في تصريحات صحافية، ان مصر لا يمكنها أن تقبل بأي مناورات تستهدف الإبقاء على أي قدر من هذا النشاط أو تعطى شرعية له بأي حال من الأحوال. وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت مصر على علم بتفاصيل الطرح الأميركي المفترض لاستنئاف المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية أجاب زكي أن مصر ليست على اطلاع مسبق بشأن ما يتردد عن عرض أميركي لإسرائيل لدفعها للقبول مجددا بتجميد نشاطها الاستيطاني. وأوضح أن مصر لا ترى أن تجميد النشاط الاستيطان الاسرائيلى في الضفة الغربية يعد هدفا في حد ذاته يستوجب دفع أثمان باهظة في المقابل، مشيرا إلى أن التجميد المطلوب ينبغي أن ينبع أساسا من إدراك الحكومة الإسرائيلية لمسؤولياتها والتزاماتها تجاه إقامة السلام وليس أن يتحول إلى أحد كروت المقايضة التي تفسد العملية التفاوضية قبل أن تبدأ.