بيروت - عمر حبنجر
دخل لبنان مدار الانتخابات الرئاسية من الباب الواسع، وثمة محطتان مقبلتان يمكن ان تساعدا في بلورة الامور على نحو افضل، محطة الحديث الاذاعي المرتقب لرئيس مجلس النواب نبيه بري من «صوت لبنان» غدا وخطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المنتظر في 14 الجاري.
بري قال امام وفد من طلاب المردة الزغرتاويين امس ان «لبنان ليس جزيرة معزولة، انما هو في منطقة تعيش حالة غليان، وهناك محاولات مستمرة لشرذمة العرب قائمة على قدم وساق يمكن ان تنعكس علينا في لبنان، لذلك وجب تحصين الساحة اللبنانية وحمايتها»، مؤكدا انه لا حل الا بالتوافق.
وقال بري: لدينا فرصة للخلاص ونحن نمر بأوقات حرجة، آملين الخروج من هذا النفق بمساعدة الجميع.
وتقول مصادر الرئيس بري انه سيطرح فكرة الاستئناس بآراء الفعاليات النيابية والسياسية بحثا عن فرصة للتوافق والتلاقي تمهيدا للانتخابات الرئاسية، ولوحظ ان رئيس المجلس يؤثر الصمت منذ بضعة ايام حتى كتلته التي اجتمعت منذ يومين برئاسته لم تنبس ببنت شفه على غير عادة.
وفهم المتصلون بكتلة التحرير والتنمية ان بري ربما اطلق ملامح الآلية التي سيعتمدها في سبيل التهيئة والتحضير للانتخاب الرئاسي، والتي ستتجنب العودة الى طاولة الحوار بالشروط والشروط المضادة والاكتفاء بالتشاور مع فعاليات القوم السياسية والدينية، خصوصا البطريرك الماروني نصرالله صفير الذي كرر بري اكثر من مرة رغبته في الوقوف على رأيه في الموضوع الرئاسي.
ويعول الرئيس بري على الموقفين السعودي والفرنسي اذا لم ينجح التشاور الداخلي في حل معضلة الاستحقاق الرئاسي، ولهذا عاد السفير السعودي عبدالعزيز الخوجة سريعا الى بيروت لمواكبة التطورات، بينما قررت باريس تسريع عودة سفيرها الجديد الى لبنان في 17 الجاري الى جانب وزير الخارجية برنار كوشنير المنتظر وصوله الى بيروت في الايام الاخيرة من هذا الشهر.
من جهته، السفير السعودي وفي تحركه المستجد، زار مرتين الرئيس نبيه بري امس الاول ومرة الرئيس فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط
في هذا الوقت، يتجه فريق الاكثرية الى الاتفاق على تسمية مرشحه الى الرئاسة، في ضوء اتفاق يجري عقده بين المرشحين الاساسيين في هذا السياق.
في حين نقل ديبلوماسيون عرب عن الرئيس لحود عزمه تسليم قيادة الجيش اللبناني مقاليد الرئاسة في حال انتهت ولايته في 23 نوفمبر من دون التوافق على الرئيس.
وثمة سابقتان في تاريخ لبنان، على هذا الصعيد، فقد عهد الرئيس بشارة الخوري الى اللواء فؤاد شهاب قائد الجيش بزمام الأمور بعد استقالته عام 1952، وكرر الرئيس امين الجميل هذه السابقة مع العماد ميشال عون عام 1988، لكن ذلك كان قبل اقرار اتفاق الطائف الذي اوكل زمام الامور في حال انتهاء ولاية الرئيس وعدم انتخاب سواه الى مجلس الوزراء مجتمعا، ما يعني ان خطوة الرئيس لحود ان حصلت فستوسم بعدم الشرعية.
الصفحة في ملف ( pdf )