فيما قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ان توجيه ضربة عسكرية ضد إيران سيوحد هذا البلد المنقسم ويضمن سعيا إيرانيا لا يكل لامتلاك أسلحة نووية، على ما نقلت عنه صحيفة وول ستريت جورنال، معتبرا ان من المهم اللجوء لوسائل أخرى من أجل إقناع طهران بعدم السعي لامتلاك أسلحة نووية.
واستـــهلت ايــران عــيد الأضحى أمــس بإطــلاق أضخم مناورات عسكرية في تاريخها على جميع أراضيها وحملت شعار «المدافعون عن سماء الولاية 3» وتمتد على مدى 5 ايام وعلى 3 مراحل.
وذكرت قناة «العالم» الإخبارية ان القوات الايرانية ستختبر الأنظمة الدفاعية الجوية بينها صواريخ من طراز «إس 200» المصنعة محليا والرادارات الايرانية المطورة أخيرا لرصد أهداف تحلق على ارتفاع منخفض.
من جهته، قال قائد قوات الدفاع الجوي الايراني الجنرال احمد ميقاني ان هذه المناورات تعتبر الأولى من نوعها اذ يتم فيها استخدام كل الوحدات المضادة للقوات المسلحة تحت إشراف مقر المضادات الجوية لاختبار القدرة على حمايتها والتدريب على استخدام شبكة الرصد ومواجهة صواريخ كروز واختبار عمل نظام المراقبة.
ومن المقــرر اختـــبار قدرات الصد والسيطرة وامتصاص الهجوم المفـــاجئ والتحــرك لإسقاط الأهـــداف المهاجــمة عبر شبكة صواريخ وأســـراب مقاتلات حربية وستشارك في المناورات وحدات من مختلف المجالات الصاروخية والرادارية والمدفعية حيث سيتم نشر الآلاف من مواقع الرصد البشري في أرض المناورات.
وسيتم التدرب على سيناريوهات لحرب حقيقية تحاكي الواقع الميداني للمعركة حيث ستحاكي المناورة شن الهجوم على عدو افتراضي بعد تعطيل قدراته المتمثلة في طائرات دون طيار وغيرها وضرب العدو الذي يستهدف منشآت ايران النووية بصواريخ كروز للقضاء عليه.
وستستخدم ايران في هذه المناورة منظومات «تورم واحد» المضادة للطائرات والصواريخ اضافة لمنظومة «اس 200» والتي يتم تصنيعهما في ايران وذلك للوقوف على مدى جاهزية هذه الأسلحة بعد تطويرها محليا.
بدوره، أكد نائب قائد عمليات الدفاع الجوي العقيد أبو الفضل فرمهيني أمس استعداد الصواريخ الايرانية المضادة للجو إسقاط أي طائرة معتدية.
وقال إن الرسالة الأولى لهذه المناورات الكبيرة هي رسالة سلام وأخوة لدول المنطقة موضحا أنها تظهر قدرات إيران للحفاظ على الأمن وسيادة الوطن وحتى الدول الشقيقة في المنطقة.
وأشار العقيد فرمهيني الى أن المناورات تحمل رسالة تحذير للأعداء الذين لا يريدون الخير للشعب الإيراني وشعوب المنطقة بأن إيران مستعدة للدفاع عن نفسها بكل قوة واقتدار.
من جانب آخر، اعتبرت إيران أن إنشاء درع صاروخية تغطي جميع دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) هو «مخطط» من الغرب يهدف إلى حماية إسرائيل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست إن «دول المنطقة والدول الإسلامية أعربت بالفعل عن شكوكها إزاء هذه الخطوة المريبة، التي تهدف في المقام الأول إلى دعم النظام الصهيوني وحمايته».
وأضاف أنه يجب على دول المنطقة ألا تسمح بتنفيذ مثل هذه الخطط، حيث ان لديها القدرة على ضمان الأمن.
خاصة أن الولايات المتحدة نقلت أنظمة مضادة للصواريخ إلى أوروبا، بدءا من نشر سفن في البحر المتوسط عام 2011، ونشر صواريخ على قواعد أرضية في رومانيا عام 2015 وفي پولندا عام 2018.
الا أن الأمين العـــام لحـــلف شمال الأطلسي أندرس فوج راسموسين قال أمس الاول في بروكسل إنه ليست هناك حاجة، لأن يحدد الحلف الدول التي سيعمل ضدها نظام الصواريخ الباليستية المقترح، فيما قال ديبلوماسيون إن واشنطن دفعت في البداية باتجاه تصنيف إيران المصدر الرئيسي للتهديدات الصاروخية خلال قمة الناتو المقرر عقدها الأسبوع الجاري في لشبونة، غير أن تركيا عارضت هذا الموقف، خشية توتر علاقاتها مع جارتها.
في شأن إيراني آخر، أطلعت نيجيريا مجلس الأمن الدولي على ملف التحقيق الأولي بشأن شحنة الأسلحة التي ضبطت في أحد موانئها والتي تم اكتشافها يوم 26 أكتوبر الماضي وتضم 13 حاوية كانت قادمة على متن سفينة أبحرت من ميناء بندر عباس الإيراني في يوليو الماضي وفرغت حمولتها في نيجيريا تحت ستار أنها مواد بناء.
وقـــال وزيـــر خارجــية نيجيــريا اوديـــن اوجوموجوبيا ـ في مداخلة هاتفــية مع الإذاعـــة النيجـــيرية من نيويـــورك حيث يشارك فــي اجتماعات لمجلس الأمـــن حــول الوضـــع في السودان ـ إن بلاده لا تعـــتقد أن شحــنة الأسلحــة كانت تستهدف بلدا آخر وهو ما تدعيه إيـــران، مؤكـــدا أن بلاده لديها أدلة دامغة على أن الأراضي النيجيرية كانت هي الوجهة الحقيقية للشحنة.
وقال وزير خارجية نيجيريا إن الغموض لايزال قائما حول حقيقة إيرانيين قاما باللجوء إلى مقر السفارة الايرانية في ابوجا بعد الكشف عن الصفقة حيث وافق وزير خارجية إيران منوچهر متكي في مباحثاته الطارئة التي أجراها في نيجيريا يوم الجمعة الماضي على استجواب أحدهما بمعرفة أجهزة الأمن النيجيرية وهو ما تم بالفعل في حين تعذر استجواب الآخر لحصانته الديبلوماسية وكلاهما يعتقد الأمن النيجيري انهما عناصر استخبارات تتبع الحرس الثوري الإيراني جاء إلى نيجيريا تحت غطاء التجارة.
هذا وكانت معلومات وردت من أبوجا أمس أفادت بأن طهران استدعت سفيرها الذي أقالته على خلفية شحنة الأسلحة المذكورة.