واشنطن ـ أحمد عبدالله
قال المدير الأسبق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي اي ايه) جيمس وولسي ان من غير المحتمل ان تتوصل المفاوضات المقبلة بين ايران ومجموعة «5+1» التي تضم الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وألمانيا الى اختراق جوهري في الجمود الذي يحيط بأزمة البرنامج النووي الإيراني.
وأضاف وولسي في تصريحات خاصة لـ «الأنباء» ان اجراء تلك المفاوضات في تركيا بات مستبعدا وتابع قائلا «طبقا لمعلوماتي فان المواقع المقترحة هي فيينا او جنيف او لشبونة. وستبدأ المفاوضات في الخامس من الشهر المقبل الا ان تركيا استبعدت».
ورفض وولسي تفسير استبعاد تركيا كموقع مقترح لاجراء المفاوضات بيد ان تقارير نشرت في واشنطن أشارت الى رغبة المجموعة الدولية في استبعاد اضافة بلد جديد قد تكون له مواقف مختلفة الى طاولة التفاوض لاسيما ان اجراء المفاوضات في تركيا يحتم اشراكها في المباحثات باعتبارها البلد المضيف ونظرا لدورها السابق في جهود حل الازمة بين ايران والمجتمع الدولي.
وقال وولسي ان الإيرانيين لم يظهروا اي رغبة في الاتفاق حول صفقة شاملة تتعلق بالبرنامج النووي.
وأضاف «انهم يحاولون تجزئة القضية الى اقسام من بينها قسم واحد هو تبادل الوقود يقولون انهم مستعدون للتفاوض حوله. وفي تقديري فان اي اتفاق حول مسألة تبادل الوقود وحدها ليس كافيا ولا يبرر البدء في التفاوض من الأصل».
وكانت وكالة الطاقة الذرية الدولية قد عرضت على ايران في مطلع أكتوبر من العام الماضي شحن كميات الوقود منخفض التخصيب التي لديها الى الخارج مقابل تسلم كميات من الوقود النووي عالي التخصيب تصلح لتشغيل المفاعل النووي التجريبي الذي يوجد في طهران. بيد ان الاتفاق تعثر بعد ذلك لاسباب متباينة.
وتابع وولسي قائلا «لدى الإيرانيين مشاكل حقيقية في عملية التخصيب اذ لا تعمل معجلات اليورانيوم بصورة سليمة. وستبرز لديهم لاحقا مشكلات تتعلق بالحصول على خام اليورانيوم الصالح للتخصيب في هذه المعجلات القديمة. هناك إذن حافز للقبول بعرض تبادل الوقود الذي تغيرت الآن بعض عناصره لاسيما بالنسبة للكمية المقترح ان تسلمها ايران. لقد زاد ما لديهم من وقود منخفض التخصيب منذ تقديم عرض د.البرادعي (المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية) في اول أكتوبر 2009 ومن ثم فإن من الضروري اعادة النظر في الكميات».
وأضاف «كنت معارضا لأي تنازلات اضافية قد تقدم الى ايران. وحيث ان المفاوضات ستبدأ على اي حال فإنني لا اعتقد ان حصرها في تبادل كمية محدودة من اليورانيوم المنخفض التخصيب بأخرى من اليورانيوم عالي التخصيب يمكن ان تفيد في شيء. وفي تقديري فان طهران غير جاهزة بعد للحديث بصورة مفتوحة عن كل برنامجها النووي وليس عن اجزاء منه. ان طرفي التفاوض يريدان شيئين مختلفين تماما لذا فانني اعتقد ان تلك المفاوضات محكوم عليها بالفشل قبل ان تبدأ».