قال وزير إسرائيلي كبير إنه توجد خلافات بين إسرائيل والإدارة الأميركية حول رسالة الضمانات بسبب معارضة أميركية للتعهد خطيا بعدم سريان تجميد البناء الاستيطاني على مستوطنات القدس الشرقية فيما وقع أكثر من نصف أعضاء الكنيست من حزب الليكود على عريضة تعارض تجميد الاستيطان في الضفة الغربية.
ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» الالكتروني امس عن الوزير الإسرائيلي قوله إن أحد الخلافات المركزية بين إسرائيل والإدارة الأميركية هو «معارضة الفلسطينيين لأن يكتب بشكل واضح في رسالة الضمانات التي تطلبها إسرائيل أن التجميد لن يكون في القدس».
لكن إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن السياسة الرسمية الأميركية منذ احتلال القدس الشرقية في العام 1967 تعارض البناء الاستيطاني ولذلك فإنه لن تتمكن الآن من السماح بذلك بناء على طلب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.
وادعى نتنياهو بعد عودته من الولايات المتحدة في نهاية الأسبوع الماضي أنه اتفق مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على أن تشمل رزمة الضمانات الأميركية عدم شمل القدس الشرقية في تجميد البناء الاستيطاني.
وقال مسؤول سياسي إسرائيلي لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إن نتنياهو «يصر على الحصول على الشروط الهامة لأمن الدولة ومصالحها السياسية وإذا حصلت إسرائيل على الورقة التي تتضمن كافة هذه المركبات ومثلما اتفق مع كلينتون فإن نتنياهو سيطرح الورقة على الكابينيت (المجلس الوزاري الأمني المصغر) بإصرار وقوة لأنه مقتنع بأن هذا هو الأمر الصحيح بالنسبة لدولة إسرائيل وإذا لم يحصل على الأمور الهامة للأمن والمصالح القومية فإنه لن يطرح الرسالة على الكابينيت».
ووفقا للمعلومات التي تروجها إسرائيل فإنه يتوقع أن تتضمن رسالة الضمانات الأميركية ثلاث نقاط أولاها تزويد إسرائيل بعشرين طائرة مقاتلة من طراز «اف 35» بتكلفة ثلاثة مليارات دولار.
وتتعلق النقطة الثانية بموضوع تجميد الاستيطان في الضفة الغربية لمدة ثلاثة شهور وستتعهد الولايات المتحدة بأن هذا التجميد سيكون لمرة واحدة لكنها ترفض إضافة جملة تقول إن التجميد لا يسري على القدس الشرقية.
أما النقطة الثالثة فتنص على أن الولايات المتحدة ستعمل ضد قرارات أحادية الجانب متعلقة بالصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني لكنها لن تتعهد باستخدام الفيتو.
من جانبه، حمل كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات امس اسرائيل مسؤولية وقف مفاوضات السلام بعد تصريحات اسرائيلية قالت ان سبب «التأخير» في صياغة الضمانات الاميركية يعود لـ «اعتراضات فلسطينية».
واضاف عريقات معلقا على صياغة خطية لمقترحات الدعم السياسي والعسكري الاميركي عرضتها في 11 من الجاري وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لقاء تمديد تجميد الاستيطان في الضفة الغربية 90 يوما، «لم نر الاقتراح ولم نطلع على الوثيقة».
وقال مسؤول اسرائيلي كبير طلب عدم كشف اسمه ان «الاعتراضات الفلسطينية على الضمانات التي حصلت عليها اسرائيل سبب التأخير في صياغة الوثيقة الاميركية»، واضاف عريقات «يعرف الاسرائيليون موقفنا ان مفتاح المفاوضات بيد نتنياهو، نأمل في ان يوقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية لاستئناف المفاوضات فورا».