واصلت إيران امس مناوراتها لليوم الثاني لقوات الدفاع الجوي والتي ستستمر خمسة أيام بمشاركة الجيش والحرس الثوري وقوات التعبئة الشعبية.
وقالت شبكة «إريب» الايرانية التلفزيونية الرسمية إن «هذه المناورات التي اعتبرت الاولى من نوعها في إيران تهدف إلى اختبار منظومة الدفاعات الصاروخية لحماية المراكز الحساسة في البلاد»، وأكد عضو لجنة الشؤون الخارجية والامن القومي في البرلمان الايراني محمود أحمدي بيغش ان بلاده ترمي من خلال مناورات الدفاع الجوي إلى إظهار قدراتها ومواجهة أي تهديد قد تتعرض له محطاتها النووية، مؤكدا «أي حماقة يقدم عليها الاعداء ستقابل برد غير مسبوق».
الى ذلك، يلتقي الرئيسان الروسي والايراني في العاصمة الاذربيجانية باكو اليوم املا في انهاء ازمة غير مسبوقة في العلاقات بين الحليفين التقليديين.
والقمة التي تجمع قادة الدول الخمس المطلة على بحر قزوين تسعى لمناقشة مطالبة مختلف قوى المنطقة بحقوقها في مصادر الطاقة الهائلة التي يعتقد انها مختزنة قبالة السواحل. لكن اللقاء في باكو بين الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ونظيره الايراني محمود احمدي نجاد سيلقي بالتأكيد بظلاله على قمة يعرف عنها خروجها بالقليل من النتائج.
وقال ديمتري ترينين من مركز كارنيغي-موسكو للابحاث ان هذه القمة «تمثل فرصة ايران الاخيرة لتحسين وضعها مع المجتمع الدولي»، ويوافق رجب سفاروف من مركز الدراسات الايرانية المعاصرة في موسكو على هذا التحليل، ويقول «انه اجتماع في غاية الاهمية كونه يأتي وسط تدهور غير مسبوق في العلاقات الثنائية».
ويضيف «لم تشهد علاقاتنا هذا التراجع على الاطلاق في تاريخنا الحديث»، وازداد التوتر الروسي-الايراني في سبتمبر الماضي عندما اعلنت موسكو، وبعد تأخير متكرر، الغاءها رسميها خططا لتزويد طهران بصواريخ اس-300 البالغة الدقة وحزمة اخرى من الاسلحة الحساسة، ولم تتردد ايران في اخفاء استيائها من عودة روسيا عن قرارها.
فقد اتهم الرئيس الايراني في وقت سابق هذا الشهر روسيا بالوقوع «تحت تأثير الشيطان» اي الولايات المتحدة بحسب التعبير الايراني والانصياع «لاعدائنا».
وقالت ايران انها ستختبر طرازها المحلي من صواريخ اس-300 وهو ما لم تقم به بعد.لكن المحللين يشككون في قدرة الجمهورية الاسلامية على التعافي بسرعة من الصفعة الروسية، وقضية صواريخ اس-300 ليست سوى مؤشر على تراجع موسكو عن دعمها المطلق لايران.
وسبق ان ايدت روسيا سلسلة من العقوبات الدولية على ايران، ومدفيديف نفسه عبر عن قلق متزايد تجاه الطموحات النووية الايرانية. الى ذلك، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في حديث لقناة تلفزيونية رسمية امس لجوء رجال أمن ايرانيين للعنف مع موظفين بالسفارة الفرنسية في طهران. وقالت فرنسا امس الاول إن موظفين في سفارتها بطهران تعرضوا «لأعمال عنف غير مقبولة» على أيدي عناصر من جهاز أمني لم تحدده عرقلوا وصول أشخاص دعاهم السفير الفرنسي لحضور حدث ثقافي بالسفارة في 14 نوفمبر.