على وقع مناورات «سماء الولاية 3» الاكبر من نوعها ايرانيا والتي تخللها الاعلان عن اختبار ناجح لصواريخ «اس 200 » المطورة محليا، وجه الرئيس محمود أحمدي نجاد عدة رسائل في أكثر من اتجاه، ففيما حاول مغازلة أوروبا باعلانه أن بلاده مستعدة لبيع الغاز لأوروبا المعتمدة أساسا على الغاز الروسي بأسعار مناسبة اذا ارادوا، حذر الرئيس الإيراني من أن على القوى العالمية أن تكف عن تهديد إيران إذا كانت تريد تحقيق نتائج في المحادثات بشأن برنامج طهران النووي.
وشبه الرئيس الإيراني مواقف الغرب بتصرفات «بعوضة». ودون الاشارة في مؤتمره الصحافي الذي عقده في أذربيجان الى ما اذا كانت المحادثات المقرر إجراؤها بين ايران ومجموعة الدول الست في الخامس من ديسمبر المقبل، ستمضي قدما.
وقال «اذا كانوا يريدون تحقيق نتائج إيجابية فعليهم أن يكفوا عن التفكير كمعتدين. هناك بينهم من يفكرون كمعتدين ويعتقدون أن بوسعهم تحقيق نتائج إيجابية عن طريق ممارسة الضغط علينا وتهديدنا».
ومضى يقول «يجب أن يغيروا الأساليب القديمة والا فستظل النتائج كما هي. لا يمكن أن يغير أي حصار الشعب الإيراني».
حديث نجاد عن بيع اوروبا الغاز الايراني جاء قبيل اجتماعه الأول بالرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في باكو امس بعد ما بات يعرف بأزمة صفقة صواريخ اس 300 الروسية التي اوقفت موسكو تسليمها لطهران، حيث طالب مدفيديف طهران بالحفاظ على الطابع «السلمي» للبرنامج النووي الايراني، على ما افاد الكرملين.
وتعويضا عن خسارتها لصفقة نظام اس- 300 مع روسيا تعكف ايران على تطوير نظام شبيه يمكنها من الدفاع عن نفسها ضد هجمات جوية على منشآتها النووية قد تشنها اميركا واسرائيل او احداهما.
ولقد اعلن الجنرال محمد حسن منصوريان القائد المساعد للدفاع الجوي الايراني امس ان بلاده اختبرت بنجاح نموذجا معدلا من نظام الصواريخ «اس-200» المضادة للطائرات الذي تم تطويره محليا.
ونقل الموقع الالكتروني لشبكة التلفزيون الايرانية «برس تي في» الناطقة بالإنجليزية عن الجنرال قوله ان النظام الجديد «لديه القدرة نفسها التي يتمتع بها النظام الروسي اس-300».
ويشكل نظام اس-300 نموذجا مطورا لنظام اس-200 الذي اشترته ايران من الاتحاد السوفييتي في ثمانينيات القرن الماضي وتم تطويره في ستينيات ذلك القرن.
وتابع منصوريان قائلا «لقد طورنا هذا النظام من خلال تحسين انظمة مثل اس-200 واختبرناه بنجاح».
الا انه لم يوضح ماهية الاختبار ولا اذا تم خلال المناورات العسكرية للدفاع الجوي التي تجري في ايران منذ الثلاثاء لاختبار القدرات الدفاعية لنظام الرادارات لديها والصواريخ القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى.
واشار موقع «برس تي في» الى ان منصوريان قال ان تفاصيل النظام المطور لصواريخ اس-200 سيكشف عنها «قريبا».
ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن منصوريان قوله ان «التهديدات البعيدة المدى تشكل 20% من التهديدات ضد امتنا ولقد طورنا حلولا (لمواجهتها) من ضمنها تحسين نظام اس-200 وقد تم اختباره».
ولم تلغ اميركا واسرائيل الخيار العسكري ضد ايران لمنعها من حيازة اسلحة نووية وهو ما اعادتا التأكيد عليه خلال لقاء عقده رئيسا اركان البلدين في واشنطن امس الاول.
واعتبر رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي غابي اشكينازي ان مفعول العقوبات المفروضة على ايران غير مؤكد، معلنا انه لا يعرف ما اذا كانت ستدفع بإيران الى وضع حد لبرنامجها النووي المثير للجدل.
وقال اشكينازي في ختام اللقاء مع رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن «ان المسالة الحقيقية هي معرفة ما اذا كان ذلك سيكفي لاقناع» طهران بالتخلي عن برنامجها و«يبقى هذا الامر بحاجة الى تحديد». وتابع «مازال لدينا الوقت لبحث المسالة وانتظار النتيجة النهائية»، رافضا تحديد كم من الوقت قد تنتظر بلاده.
واشار رئيس الاركان الاسرائيلي الى ان بلاده تدعم المقاربة الاميركية من العقوبات المفروضة على ايران.