شكك المتحدث باسم القوات الأميركية في العراق الجنرال جيفري بيوكانن في قدرة العراق على التصدي لأي هجوم خارجي قبل نهاية عام 2012.
وقال بيوكانن في تصريح أورده راديو سوا الأميركي امس – إن بإمكان قوات الأمن العراقية مواجهة التحديات الأمنية الداخلية بعد الانسحاب الأميركي من البلاد، غير أنه استبعد أن يتمكن العراق من صد هجوم جوي خارجي قبل تسلم القوات العراقية طائرات مقاتلة من طراز إف- 16 في عام 2013.
وأشار بيوكانن إلى ضرورة أن يعزز العراق علاقاته مع الدول التي تشكل مصدر تهديد لأمنه في الوقت الحاضر.
من جهة أخرى، هاجم الرئيس العراقي جلال طالباني السياسة التركية في العراق، ووصفها بأنها سياسة فاشلة وخاطئة.
وقال طالباني في تصريحات لصحيفة «ميلليت» التركية نشرتها امس إنه لا يعرف من يقف وراء سياسة تركيا في العراق، مشيرا الى أن أنقرة قدمت الدعم الكامل للقائمة العراقية بزعامة إياد علاوي، لكنها بقت خارج العملية السياسية تماما حيث لم تتمكن من التوصل لاختيار رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الخارجية. وأضاف أن أنقرة لم تقدم الدعم في بداية الأمر لاختياري رئيسا للعراق مجددا، لكن بعد إعادة اختياري بعث صديقي العزيز الرئيس عبدالله غول الي ببرقية تهنئة قائلا إنه يستغرب هذا الأمر وسماع أصوات في تركيا معارضة له، على الرغم من أنه عمل خلال فترة رئاسته الأولى للجمهورية بتقارب كبير مع الحكومة التركية، كما تطورت علاقات تركيا مع شمال العراق. وتابع طالباني قائلا: «دون مبالغة من الممكن القول بأنني مهندس العلاقات الاستراتيجية بين العراق وتركيا، ولهذا السبب كانت وسائل الإعلام التركية تقول عني أنني أسست تحالفا مع تركيا رغم كوني كرديا». وأشار الى أنه مندهش لمعارضة بعض الأسماء في تركيا لاختياره مجددا للرئاسة رغم بذله قصارى جهده لتطوير العلاقات بين البلدين رافضا ذكر هذه الأسماء، وقال إن كل ذلك أصبح جزءا من الماضي ونسيناه وإنني صديق استراتيجي لتركيا ولا ارغب التحدث كثيرا عن الماضي.
تركيا أكثر نفوذاً من إيران
واعتبر الرئيس العراقي أن نفوذ تركيا في العراق يفوق كثيرا النفوذ الايراني وان هناك مبالغة كبيرة في الحديث عن نفوذ إيران وتدخلاتها في الشأن العراقي قائلا إن الجميع يجب أن ينظر الى كونه صديقا لتركيا، وإلى أنه لا يوجد تحالف استراتيجي مع ايران بقدر التحالف الاستراتيجي مع تركيا وان رئيس البرلمان العراقي الجديد أسامة النجيفي هو أحد أصدقاء تركيا المقربين، وأن إيران لا تحبذ استمرار نوري المالكي رئيسا للوزراء في العراق، لأنه قام بنزع أسلحة قوات جيش المهدي التابعة لمقتدى الصدر، الذي يحظى بالدعم الإيراني، ومن ثم وقع اتفاقية مع الأميركيين لسحب قواتهم من العراق.
وأضاف طالباني أنه لهذا السبب يؤكد أن «هناك مبالغة في الحديث عن النفوذ الايراني في العراق مع العلم بأن شيعة العراق أنفسهم لا يشعرون بأنهم قريبين من ايران لأنهم يعتبرون انفسهم الشيعة الحقيقيين وأنهم عرب والدليل على ذلك ان السيستاني، وهو أعلى مرجعية شيعية في العراق له رأي مختلف عن ايران ويقف منذ البداية ضد نظرية ولاية الفقيه للإمام آية الله الخميني».
الانفصاليون الأكراد
وانتقل الرئيس العراقي للحديث عن مشكلة الإرهاب ونشاط منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية في تركيا، قائلا إن إعلان المنظمة وقف اطلاق النار من جانب واحد لا يكفى لحل المشكلة، وإنما يجب نبذ السلاح والتخلي عن الكفاح المسلح والانخراط في العمل السياسي. كما طالب بأن تواصل تركيا حوارها مع زعيم المنظمة المعتقل عبدالله أوجلان وبتوقيع اتفاقية مع المنظمة لأنها لا تطالب بالاستقلال عن تركيا وإنما بتحقيق الديموقراطية قائلا إن هذا هو الحل الأمثل، وأنه كرئيس لجمهورية العراق وكصديق لتركيا مستعد لبذل جميع الجهود لإنهاء العنف والتوصل لحل سلمي.