في رد فعل على دعوة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي يحتجز خمس رهائن فرنسيين في مالي، باريس للتفاوض مع اسامة بن لادن للافراج عنهم، اكدت فرنسا امس ان سياستها لا يمكن ان تملى عليها «من الخارج».
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية الجديدة ميشيل اليو ماري «ان فرنسا تقوم بكل ما بوسعها من اجل ان يتم الافراج عن الرهائن حيثما كانوا سالمين».
بيد انها اكدت «ان فرنسا لا يمكن ان تقبل ان تملى عليها سياستها من الخارج من اي كان».
وفي رسالة صوتية بثتها مساء امس الاول قناة الجزيرة دعا زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي عبد الملك درودكال المكنى ابو مصعب عبد الودود فرنسا للتفاوض مباشرة مع بن لادن بشأن الرهائن، كما دعا فرنسا الى سحب قواتها من افغانستان ومناطق اخرى من العالم.
وقال درودكال ان «اي شكل من اشكال التفاوض مستقبلا» حول الرهائن الفرنسيين «لن يتم الا مع شيخنا اسامة بن لادن ووفق شروطه».
واضاف في التسجيل الصوتي «لن تنعموا بالامن في ارض الله حتى ننعم به واقعا معاشا في فلسطين وافغانستان والعراق والصومال والمغرب الاسلامي وما لم توقفوا تدخلاتكم في شؤوننا».
وتابع «عليه، فيتوجب عليكم الاسراع باخراج جنودكم من افغانستان وفق جدول زمني محدد تعلنون عنه بشكل رسمي» مضيفا انه يجب الانسحاب من افغانستان «ان اردتم السلامة لرعاياكم المختطفين المأسورين لدينا».
وجاء توجيه هذه الرسالة الى فرنسا في الوقت الذي سيتم فيه بحث انسحاب تدريجي للقوات المنتشرة في افغانستان في قمة الحلف الاطلسي التي بدأت أمس في لشبونة.
وكانت فرنسا نشرت نحو 3800 جندي في افغانستان.
ورغم تصريحات وزيرة الخارجية فان فرنسا لم تعلن انها تاكدت من صحة رسالة القاعدة.
وقال لوران تيسيير المتحدث باسم وزارة الدفاع لوكالة فرانس برس «ان عملية التعرف المعهودة على الباث جارية».
وكان خمسة فرنسيين خطفوا في النيجر ليل 15 الى 16 سبتمبر مع توغولي وملغاشي يعمل معظمهم في مجموعة اريفا النووية وشركة متعاقدة معها في شمال النيجر.
وبحسب مصادر مالية وفرنسية فان الرهائن محتجزون في تلال تيمترين الصحراوية شمال شرق مالي المحاذية للجزائر.
وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اعرب الاربعاء في حديث متلفز عن «قلقه» على سلامة الرهائن، لكنه اكد ان فرنسا لن تغير سياستها.
وقال ساركوزي خلال مقابلة تلفزيونية مع ثلاث قنوات فرنسية «انني قلق خصوصا على رهائننا في مالي» مؤكدا «لكننا لن نغير سياستنا قيد انملة بداعي اننا مهددون» وطلب من الفرنسيين عدم التوجه الى المنطقة التي ينشط فيها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
وقال وزير الدفاع الفرنسي الجديد الان جوبيه الاربعاء ان هناك «اسبابا تدفع الى الاعتقاد» بان الرهائن الفرنسيين احياء وفي صحة جيدة مؤكدا ان هناك «اتصالات» مع الخاطفين من دون مزيد من التفاصيل.