عواصم ـ عاصم علي - وكالات
وقع خلاف أميركي ـ بريطاني على جدولة انسحاب القوات الدولية من أفغانستان، إذ أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن قوات بلاده ستنسحب من هذا البلد في حلول عام 2015 «مهما حصل» وحتى لو كانت القوات الأميركية تقاتل وحدها هناك.
جاء ذلك فيما قال الأمين العام لحلف الناتو أنديرس فوغ راسموسن بعد توقيعه اتفاقا مع الرئيس الأفغاني حميد كارزاي برعاية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ينص على تسليم القوات الأفغانية الملف الأمني نهاية عام 2014، إن الحلف لن يترك أفغانستان في فراغ أمني يسمح بعودتها قاعدة ارهابية لعمليات تنظيم «القاعدة».
إلا أن كاميرون رأى أن رحيل القوات البريطانية عام 2015 «موعد ثابت»، لافتا الى أن «التزامنا نقل مسؤولية الأمن الى الحكومة الأفغانية نهاية عام 2014 سيعبد الطريق أمام انسحاب القوات القتالية البريطانية عام 2015».
وردا على سؤال عما إذا كان سيسحب القوات البريطانية فيما تواصل الأميركية القتال، قال رئيس الوزراء البريطاني «إننا نعمل عن قرب مع حليفتنا الأقرب وسنواصل ذلك، لكن لا يمكنني أن أكون أكثر وضوحا في تفسير ماذا يعني موعد عام 2015»، في اشارة الى كونه موعدا نهائيا.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد أن واجبه حماية الشعب الأميركي «ومن الصعب تقدير ماذا يجب فعله بعد عام 2014 لابقاء الأميركيين في أمان»، وتعهد بأنه «عندما يقرر الأفغان الوقوف والقيادة لن يكونوا وحدهم».
تزامن توقيع الاتفاق بين الناتو والحكومة الأفغانية مع اعلان مسؤولين وخبراء بريطانيين شكوكهم حول قدرة القوات الأفغانية على تسلم الملف الأمني، ولاسيما أنها تعاني من الفساد وضعف التدريب ونسبة عالية من الاصابات في صفوفها نتيجة اعتداءات حركة «طالبان».
وكان الأبرز بين هذه التصريحات تحذير الممثلة الخاصة لوزارة الخارجية البريطانية في أفغانستان كارين بيرس من أن ضعف القوات المحلية يدفع الأفغان الى اللجوء لحركة «طالبان» طلبا للعدالة.
وقالت هذه المسؤولة البريطانية الرفيعة المستوى إن «طالبان» تقدم «نموذجا فاعلا جدا من حل النزاعات».
من جهة اخرى، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن مرحلة جديدة من الحرب على الإرهاب وعلى حركة طالبان المتشددة في أفغانستان قد بدأت.
وقال أوباما في ختام أنشطة مؤتمر حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي عقد في العاصمة البرتغالية لشبونة أمس الأول إن قمة الحلف سلمت المسؤولية عن ضمان الأمن في أفغانستان للأفغان أنفسهم.
وأضاف أوباما أنه بداية من 2011 سيقوم الحلف بسحب قوات المساعدة الأمنية الدولية في أفغانستان (إيساف) بالتدريج، وهي قوة عسكرية مشتركة تحت قيادة حلف الناتو.
وأشاد أوباما في الوقت نفسه بالتوجه الجديد في الاستراتيجية التي يتبعها الحلف، مشيرا إلى أن الناتو أثبت على مدار ستين عاما أنه «أكبر التحالفات نجاحا» في العالم. وذكر أوباما أن الحلف دافع عن الحرية داخل أوروبا وعمل على حماية الديموقراطيات الناشئة في العالم كله.