قبل ساعات من انتهاء المهلة القانونية أمامه، كلف رئيس الجمهورية العراقي المنتخب جلال طالباني أمس مرشح التحالف الوطني نوري المالكي رسميا بتشكيل الحكومة في حفل أقيم في منزل رئيس الجمهورية حضره العديد من الشخصيات السياسية وغاب عنه زعيم القائمة العراقية إياد علاوي.
ودعا طالباني خلال مؤتمر صحافي عقده في منزله ببغداد لأن تكون الحكومة من كافة مكونات الشعب العراقي دون استثناء وأن يتم الالتزام بالدستور وخلق أجواء التعاون مع مجلس النواب باعتباره ممثلا للشعب.
كما أكد اهمية مد جسور التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة لتحقيق المصالح المشتركة «مع عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلادنا». كذلك دعا طالباني الحكومة المقبلة الى مكافحة الفساد من حيث السياسات العامة الأفراد وتذليل العقبات أمام القوات المسلحة لكي تنهض بمهامها. وبحسب الدستور العراقي يتعين على رئيس الوزراء المكلف أن يشكل الحكومة خلال 30 يوما وفي حال فشله ينبغي على رئيس الجمهورية أن يكلف شخصا آخر بتشكيل الحكومة.
من جهة أخرى، وقد أكد علاوي رئيس الوزراء العراقي الأسبق زعيم ائتلاف العراقية الذي فاز بـ 91 مقعدا في مجلس النواب في الانتخابات الأخيرة، مواصلة العمل من أجل تحقيق التغيير الذي وعدوا الناخب العراقي بإحداثه، على الرغم من حرمان ائتلافهم من تشكيل الحكومة الجديدة خلافا لاستحقاقهم الدستوري والقانوني. وأوضح علاوي في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشرته أمس أن قائمته عازمة على خوض معركة «ضد الطائفية وضد النفوذ الإيراني المتعاظم في العراق والنفوذ المتطرف في البلد»، معتبرا أن طهران تدخلت بقوة لدعم بقاء نوري المالكي، زعيم ائتلاف دولة القانون ورئيس الوزراء المنتهية ولايته، في منصبه لتأكيد مبدأ الطائفية السياسية.
ووصف علاوي مبادرة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الداعية إلى لقاء قادة الكتل السياسية العراقية في الرياض تحت مظلة جامعة الدول العربية بأنها مازالت فاعلة لتحقيق المصالحة الوطنية، وأن هذه المبادرة لا تتعارض مع مبادرة رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني.