قال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف إن النظام السياسي في روسيا تبدو عليه علامات ركود «مدمر» في أعنف انتقاد يوجهه للحزب الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء فلاديمير بوتين. كان مدفيديف الذي دفعه بوتين إلى السلطة في عام 2008 قد تعهد بانفتاح النظام السياسي في البلاد وتحديث اقتصادها المعتمد على قطاع النفط والغاز لكن منتقديه يقولون إنه فشل في إحداث أي إصلاح مهم.
ووجه مدفيديف هذا الانتقاد الحاد غير المألوف في تسجيل مصور عرضه التلفزيون الروسي امس الأول يقول فيه إن السياسة المحلية التي يسيطر عليها حزب روسيا المتحدة تبدو عليها علامات الركود.
وقال «إنها حقيقة معروفة أن علامات الركود بدأت تظهر في حياتنا السياسية»، وأضاف: «هذا الركود مدمر كذلك للحزب الحاكم وقوى المعارضة».
وقال مدفيديف إن غياب المنافسة السياسية أدى إلى تهميش المعارضة لكنه أثر كذلك على حزب روسيا المتحدة الحاكم الذي يسيطر على مجلس النواب في البرلمان الروسي (الدوما) الذي يتألف من 450 مقعدا. وأضاف «إذا لم يواجه الحزب الحاكم احتمال الخسارة أمام منافسيه، فإنه سيضعف أيضا مثل أي جسد حي يظل دون حركة».
ويعرف حزب روسيا المتحدة الذي يسيطر على المستويين الاتحادي والإقليمي على نطاق واسع بأنه «حزب المسؤولين» نظرا لعدد أعضائه من كبار موظفي الدولة والتأييد الذي يحصل عليه من السلطات. وجرى إضعاف المعارضة الروسية الموالية للغرب بدرجة كبيرة في عهد بوتين. وفشلت في الحصول على أي مقعد في البرلمان في انتخابات 2007.
وألمح كل من مدفيديف وبوتين ـ الذي يشغل الآن منصب رئيس الوزراء ـ إلى أن أحدهما قد يخوض انتخابات الرئاسة في 2012.
ومن شأن وجود علامات على توترات العلاقة بين الفريق الحاكم أن يهز الاستقرار الذي يمثل دعامة لجاذبية روسيا للمستثمرين.
وقالت ماريا ليبمان من مركز كارنيجي بموسكو إن رسالة مدفيديف علامة على أن الكرملين يريد تحسين صورة النظام، لكنها أضافت انه لا توجد أدلة تذكر على استعداد الحكومة لإجراء تغيير كبير سواء قبل انتخابات 2011 البرلمانية أو بعدها. وأضافت أن الكرملين قد يسمح من الناحية النظرية بدخول حزب أو حزبين من المعارضة إلى البرلمان لكن مع احتفاظ حزب روسيا المتحدة بالأغلبية المطلوبة للموافقة على القوانين. وقالت «اعتقد أن مدفيديف يعد بإجراء تغييرات تجميلية لإظهار أن هناك قدرا أكبر من التعددية في السياسة الروسية.. أشك في تحسن الوضع إلى مستوى نكون معه إزاء منافسة سياسية حقيقية».