القاهرة ـ خديجة حمودة ووكالات
بعد أقل من ساعة على فتح مراكز الاقتراع في الدور الاول للانتخابات التشريعية في مصر، اختفت كل مواقع جماعة الإخوان المسلمين على الانترنت ولم يتسن الوصول الى نحو 10 مواقع كانت قد بدأت منذ صباح أمس تبث اخبارا عن بدء العملية الانتخابية في معظم المحافظات المصرية ومن بينها اخبار عن مضايقات قالت الجماعة ان اعضاءها تعرضوا اليها اثناء محاولة الادلاء بأصواتهم.
وقال احد المسؤولين في ادارة المواقع الاخوانية فتحي فوزي ان المواقع التي تبث باللغتين العربية والإنجليزية تعرضت للقرصنة من قبل جهات لم يسمها.
واضاف فوزي ان الفنيين يواجهون صعوبة في التحول الى مواقع بديلة كانوا هيئوها من قبل.
واشار فوزي الى ان الاخوان لجأوا الى الرسائل النصية على الهاتف المحمول لايصال اخبار الانتخابات الى المراسلين الصحافيين.
ومع بدء عمليات الاقتراع، تداولت أنباء عن قتل شخص ووقوع اعمال عنف متفرقة فيما شكا العديد من مرشحي المعارضة من ان مندوبيهم لم يتمكنوا من دخول مكاتب الاقتراع بالمخالفة للقانون.
وقال التحالف المصري لمراقبة الانتخابات ـ الذي يضم 123 منظمة حقوقية مصرية ـ ان «ظاهرة العنف برزت منذ اللحظات الاولى للعملية الانتخابية».
واكد في تقرير اصدره بعيد ظهر امس ان «الانتخابات شهدت جملة من الانتهاكات والتجاوزات تمثلت في المبادرة باستخدام العنف والقوة منذ الساعات الاولى لبدء العملية الانتخابية وهو امر يهدد العملية الانتخابية ويجعل العنف هو سلاح الانتخابات».
واكد التقرير انه سجلت «حالات منع لمراقبي المجتمع المدني من دخول مكاتب الاقتراع»، كما اشار الى ان بعض المكاتب تم فيها «تسويد بطاقات الاقتراع» اي ملء هذه البطاقات نيابة عن الناخبين.
من جهته، قال الائتلاف المستقل لمراقبة الانتخابات في تقريره الصباحي «ان الدوائر الامنية ترفض منذ اول من امس منح توكيلات لمندوبي المرشحين» وانه «لم يسمح لممثلي الاخوان المسلمين والمستقلين والمعارضة بالدخول الى مراكز الاقتراع»، في المقابل «قام الحزب الوطني بالدعاية لمرشحيه داخل لجان الانتخاب».
واضاف «هاجمت قوات الامن ممثلي المرشحين ووسائل الاعلام والمرشحين. وتم استخدام بلطجية (مجرمين) ضد المرشحين وانصارهم».
وأكد عزب مصطفى المرشح عن جماعة الاخوان المسلمين في الجيزة ان «كل المؤشرات كانت تشير الى النتيجة التي نراها، منع مندوبي جميع مرشحي المعارضة من دخول اللجان رغم ان معهم توكيلات ولديهم احكام قضائية، السلطة التنفيذية منعت الجميع من الدخول».
في الاثناء، قتل الشاب عمر سيد سيد (24 سنة) مساء اول من امس طعنا بسكين اثناء قيامه بلصق لافتات دعائية لوالده المرشح المستقل في دائرة المطرية (شمال شرق القاهرة)، بحسب مصادر طبية وافراد من اسرته.
وقالت مصادر الشرطة انه «القي القبض على شخصين واعترفا بقتل الشاب اثناء تجوله بالدائرة بعد قيامه بمعاكسة شقيقة احدهما».
غير ان افرادا من اسرة الشاب اكدوا انه قتل في اطار الصراع الانتخابي في الدائرة، وبينما كان يقوم بلصق لافتات دعائية لوالده سيد سيد محمد وهو مرشح مستقل لمقعد العمال في المطرية.
وفي بلدة بيلا بجوار مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية (دلتا النيل) اصيب شخص بطلق ناري في مشاجرات بين انصار المرشحين، بحسب مصدر امني.
وفي مدينة كفر الدوار (محافظة البحيرة شمال الدلتا) اغلق مكتب اقتراع في منطقة كوم البركة بعد قيام مرشحي الحزب الوطني الحاكم بتحطيم تسعة صناديق اقتراع. ويتنافس ثلاثة من مرشحي الحزب الوطني في هذه الدائرة على مقعد واحد. وفي بلدة سمنود بمحافظة الغربية (دلتا النيل) فرقت الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع انصار مرشح الحزب الوطني امين محمد سعد الدين بعد ان حاولوا اقتحام لجنة معهد فتيات سمنود الازهري احتجاجا على عدم حصول مندوبيه على التوكيلات التي تتيح لهم مراقبة الانتخابات من داخل مكتب الاقتراع وفقا لما يقتضيه القانون.
وفي محافظة قنا، اطلقت الشرطة كذلك القنابل المسيلة للدموع لتفريق انصار مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمود السايح بعد تظاهرهم احتجاجا على منعهم من الوصول الى لجان الاقتراع للادلاء بأصواتهم.
وفي سمنود في السويس، تجمع مئات من انصار المرشحين وتظاهروا امام مديرية الامن لعدم تمكن مندوبيهم من دخول لجان الاقتراع.
وفي الاسكندرية، قال مرشح الاخوان في دائرة الرمل صبحي صالح انه «تعرض لاعتداء اثناء جولة كان يقوم بها في منطقة ابيس»، موضحا ان «بلطجية تابعين للحزب الوطني هاجموه وامسكوا به من رابطة عنقه امام اعين رجال الشرطة الذين امتنعوا عن التدخل».
كما اتهم النائب مصطفى بكري وزير الانتاج الحربي المنافس له في دائرة حلوان د.سيد مشعل بالتزوير في بعض الصناديق ومن بينها الصندوق رقم 37 في مدرسة سوزان مبارك.
في غضون ذلك، أكد مصدر مسؤول باللجنة العليا للانتخابات انه من المنتظر أن يتم إعلان النتائج النهائية لانتخابات مجلس الشعب غدا والتي ستتضمن إعلان أسماء الفائزين، علاوة على أسماء المرشحين والدوائر التي ستجري فيها انتخابات الإعادة، وذلك في أعقاب انتهاء كل اللجان العامة للانتخابات على مستوى الجمهورية من عمليات الفرز وإعلان النتائج في الدوائر التي تقع تحت إشرافهم.
تشكيل مجلس الشعب المصري ودوره
أدلى الناخبون المصريون بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية أمس وفيما يلي بعض الحقائق عن مجلس الشعب المصري.
آليات العملية الانتخابية: يضم المجلس المنتهية ولايته 454 مقعدا بينما يضم المجلس الجديد 518 مقعدا بعد إضافة 64 مقعدا مخصصا للمرأة. ويمكن للنساء المنافسة على مقاعد أخرى غير تلك المخصصة للمرة وهو ما حدث بالفعل.
وتجري المنافسة على 508 مقاعد فقط ويعين الرئيس عشرة نواب يشغلون المقاعد الباقية.
في حالة عدم حصول أي مرشح على نسبة 50% من الاصوات تجري انتخابات إعادة بين المرشحين اللذين يحصلان على أعلى الاصوات في الخامس من ديسمبر، وقدر مسؤول بالحزب الحاكم ان تشمل انتخابات الإعادة 180 مقعدا.
دور مجلس الشعب: يقر مجلس الشعب التشريعات،، وفي ضوء تمتع الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم بأغلبية الثلثين كان المجلس يقر مشروعات القوانين دون عقبات حقيقية.
وحققت جماعة الاخوان المسلمين التي يخوض مرشحوها الانتخابات كمستقلين نظرا لأنها لا تمثل حزبا شرعيا أكبر نجاح لها في انتخابات عام 2005 وحصلت على 88 مقعدا.
وحتى مع فوزها بخمسة مقاعد بالبرلمان لم تتمكن جماعة الاخوان المسلمين من التأثير كثيرا على العملية التشريعية ولكن وجود مثل هذه الكتلة الكبيرة زاد من حيوية المناقشات وجعل المعارضة اعلى صوتا.
توقعات الانتخابات: توقع مسؤولون في الحزب الوطني ان تخسر جماعة الاخوان مقاعد بل وتعترف الجماعة بهدوء انها ستخسر مقاعد ورشحت عددا أقل ممن خاضوا الانتخابات التي جرت قبل خمسة اعوام.
قوة الأحزاب في المجلس المنتهية ولايته: يؤدي تغيير الانتماءات الى عدم دقة الاحصاءات. وإذا كانت القائمة الرسمية للحزب الوطني الديموقراطي لم تحقق الأغلبية في انتخابات 2005 يزعم حزب الوفد الذي حصل على ستة مقاعد فقط انه حصل على مثلي هذا الرقم من مقاعد البرلمان.
الحزب الوطني الديموقراطي 318، الاخوان المسلمين 86، الوفد 12، التجمع 1 الغد 1، الكرامة 2، نواب آخرون ومعينون 34، الإجمالي 454 ينظر لحزب الغد الممثل في مجلس الشعب كجماعة مؤيدة للحكومة منشقة عن حزب الغد الذي أسسه ايمن نور الذي احتل المركز الثاني بفارق كبير عن الرئيس مبارك في انتخابات الرئاسة لعام 2005.
البابا شنودة أدلى بصوته في شبرا وإطلاق نار على نائب رئيس «الوفد»
أدلى البابا شنودة، بابا الأقباط الأرثوذكس، بصوته بدائرة رقم 1 بمدرسة محمد فريد بحي شبرا في القاهرة المرشح فيه وزير المالية القبطي يوسف بطرس غالي، في إشارة من البابا إلى رفضه القاطع للدعوات المسيحية لمقاطعة الانتخابات إثر أحداث العنف الأخيرة بمنطقة العمرانية بمحافظة الجيزة.
ورافق البابا شنودة وفد رفيع من كبار اساقفة الكنيسة القبطية وكان في استقباله كهنة كنائس شبرا وعدد من المرشحين في الدائرة، وقد احتشد عدد غفير من أهالي المنطقة للقاء البابا. وقال البابا شنودة في تصريح له عقب إدلائه بصوته انه يتمنى ان يكون المجلس الجديد معبرا عن إرادة المواطنين ويقدم لهم العون ويقوم بدوره الرقابي والتشريعي على أكمل وجه. وطالب المواطنين بالمشاركة السياسية والاهتمام بالإدلاء بأصواتهم واختيار النواب الأكفاء.
وازدادت الأحداث سخونة امس، حيث تعرض فؤاد بدراوي نائب رئيس حزب الوفد لإطلاق نار من قبل مجهولين بدائرة نبروه في محافظة الدقهلية، لكنه لم يتعرض لإصابات، فيما نفت جماعة الإخوان المسلمين شائعات عن وفاة النائب صبحي صالح مرشحها المنافس للواء عبدالسلام المحجوب مرشح الحزب الوطني في الاسكندرية عن دائرة الرمل.
معارك علنية في بعض الدوائر على أسعار الأصوات
في بورصة الرشاوى: الصوت يسجّل أكثر من 800 جنيه.. أو أقراصاً منشطة
انتقل الحديث عن الرشاوى الانتخابية في الانتخابات المصرية إلى دائرة العلن ووصلت بورصة شراء الأصوات إلى أكثر من 800 جنيه للصوت الواحد بعد أن كانت 50 جنيها مع الساعات الأولى للاقتراع.
وفي بعض الدوائر الأخرى ترى العيون بشكل مباشر أوراقا مطوية يسلمها بعض وكلاء المرشحين للناخبين، تحوي اسم المرشح ومبلغا بقيمة 100 جنيه مصري (17.5 دولارا تقريبا).
وفي مقر دائرة انتخابية أخرى وقعت مشادة طريفة بين إحدى الناخبات ووكيل لمرشح عندما وعدها بإعطائها المبلغ المتفق عليه بعد إدلائها بصوتها، لكنه رفض ذلك فتعدت عليه بالسباب والشتائم.
وقالت مرشحة لحزب شباب مصر عن كوتة المرأة في دائرة السيدة زينب بالقاهرة لمراسلة «العربية» ان هناك رشاوى انتخابية تتم بشكل واضح، وان الأموال تسلّم للناخبين للتصويت لصالح مرشح معين، مضيفة أنها قامت بتوثيق ذلك بتصويره بجهاز الموبايل.
وتحدثت ناخبة تدعى أمل عبدالغفار عن ضغوط مورست عليها لكنها امتنعت عن كشف تفاصيل مبررة ذلك بالخوف على نفسها، وتحدثت أيضا عن وجود رشاوى لكنها قالت إنها أدلت بصوتها لمن يستحقه.
وأضافت أنها لم تشهد في انتخابات مجلس الشورى الأجواء السائدة حاليا التي وصفتها بالسيئة.
ويعتقد مراقبون أن سعر الصوت الذي وصل إليه حتى الآن هو الأقل بكثير من الانتخابات الماضية 2005، حيث وصل إلى 2000 جنيه ويرجعون ذلك إلى التضخم والحالة الاقتصادية، ودخلت المنشطات على قائمة وسائل شراء الأصوات، حيث لجأ أنصار اثنين من المرشحين بدائرة الخليفة والمقطم إلى شراء أصوات الناخبين بتوزيع أقراص منشطات على الناخبين قبل الإدلاء بأصواتهم.
لقطات انتخابية
- الرئيس مبارك وقرينته أدليا بصوتيهما: أدلى الرئيس محمد حسنى مبارك والسيدة قرينته بصوتيهما في انتخابات مجلس الشعب بدائرة مصر الجديدة.
وكان في استقباله، صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي، ووزير الداخلية حبيب العادلي، ومحافظ القاهرة د.عبدالعظيم وزير.
- فئات جديدة: قال صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني إن التقارير الأولية الواردة من أمانات المحافظات تشير إلى أن الضمانات القانونية والقواعد المنظمة للعملية الانتخابية قد شجعت فئات جديدة من المواطنين في بعض الدوائر لكي تدلي بأصواتها.
وقال الشريف إن هذا الأمر يبشر بأن هذه الانتخابات سوف تمثل نقطة تحول في الممارسة الديموقراطية في مصر.
- لا توجد تجاوزات جسيمة: أكد المستشار سامح الكاشف المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا للانتخابات أن اللجنة لم تتلق بعد مرور أكثر من ست ساعات على بدء عملية التصويت أي شكاوى جسيمة من أي من المرشحين أو الناخبين بما يخل بحسن سير العملية الانتخابية أو يهدد سلامتها.
وأضاف الكاشف أنه قد وردت الى اللجنة عدة شكاوى من محافظات الغربية والدقهلية والعريش والسويس.. ففي محافظة الغربية وردت شكوى بانه قد تم اغلاق اللجان في مجمع مدارس سمنود وتبين من الفحص انه قد تم اطلاق اعيرة نارية في الهواء من بعض مناصري المرشحين خارج مقر المدرسة وبالتالي رأت القوة الأمنية الموجودة إغلاق اللجان لحين تأمين العملية الانتخابية حرصا على سلامة المواطنين داخل اللجنة وبالفعل عندما تحقق دلك أعيد فتح اللجنة.
- هدوء في مدينة مصر الجديدة ومدينة نصر: شهدت دائرة مصر الجديدة ومدينة نصر الانتخابية عمليات تصويت على نحو اتسم بالهدوء والانتظام في 18 دائرة انتخابية فرعية موزعة على مختلف أنحاء الدائرة.
وشهدت اللجان الانتخابية اقبالا محدودا في الصباح فيما تزايد اقبال الناخبين مع قرب انتهاء مواعيد العمل الرسمية، وحرص بعض الناخبين على الحضور في جماعات خاصة ممن يعملون بمصالح ومؤسسات وشركات مقيدة بها أصواتهم الانتخابية.
- «الوطني» ينفي وفاة مرشح الدقهلية: نفى الحزب الوطني الديمقراطي ما ذكرته قناة «الجزيرة» على موقعها الإلكتروني امس في خبر عاجل ـ بشأن وفاة أحد مرشحي الحزب في محافظة الدقهلية.
وقال أمين الحزب بالدقهلية مصطفى عقل إنه لا صحة تماما لما ذكرته «الجزيرة».. مشيرا إلى أن مثل هذه الشائعات يطلقها البعض لكسب تعاطف الناخبين.
كما نفى أيضا مانقلته شبكة «بي بي سي» الإخبارية بشأن قيام سلطات الأمن باعتقال أحد مرشحي تنظيم «الإخوان المسلمين» غير القانوني في بورسعيد.
- لا إغلاق في المنوفية: نفى محافظ المنوفية المهندس سامي عمارة ما أورده أحد المواقع الإلكترونية حول إغلاق لجان انتخابية بعدد من قرى ومراكز المحافظة بسبب حدوث مشاجرات أو أحداث شغب بين الناخبين.
- برلمان قوي: أكد رئيس الوزراء د.أحمد نظيف أن حكومته تتطلع الى برلمان جديد قوي حريص على مصالح مصر كلها داخليا وخارجيا.
وأوضح نظيف في تصريح صحافي عقب ادلائه بصوته بإحدى اللجان الانتخابية بمحافظة السادس من أكتوبر ان حكومته أمنت جميع المقرات الانتخابية فيما أدت اللجنة العليا للانتخابات دورها في توفير الحرية للناخب المصري للابداء برأيه في اي من المرشحين.