برادلي مانينغ الجندي الشاب الذي يعتقد انه مصدر الوثائق السرية التي نشرها موقع ويكيليكس وسببت احراجا للديبلوماسية الاميركية، هو خبير في شؤون الاستخبارات معروف بمثليته ونضاله دفاعا عن مثليي الجنس في الجيش.
ورغم ان المسؤولين عن موقع ويكيليكس لم يذكروا كيف حصلوا على الـ 250 الف مذكرة ديبلوماسية من وزارة الخارجية، فإن الشكوك تحوم حول هذا الجندي البسيط الذي يبلغ من العمر 23 عاما، ذي الوجه الطفولي الذي إذا ادين قد يحكم عليه بالسجن 52 عاما.
وقد اعتقل في مايو بعدما نشر ويكيليكس شريط فيديو يتضمن خطأ ارتكبه الجيش الاميركي في العراق.
وبرادلي مانينغ المولود في اوكلاهوما (جنوب) التحق بالجيش في 2007 بعد طفولة تعرض خلالها لمضايقات رفاقه لانه مثلي الجنس وبسبب افكاره.
لكنه اكتشف بسرعة كبيرة في قاعدته في محيط بغداد صرامة قواعد وزارة الدفاع الاميركية (الپنتاغون) وخصوصا القانون «لا تسأل ولا تخبر» الذي يفرض على مثليي الجنس اخفاء ميولهم الجنسية والا يكون عليهم ترك الجيش. ويعتبر برادلي من اشد معارضي هذا القانون وقد تحدث بشأنه الى اصدقائه حسبما ذكر لوكالة فرانس برس العضو القيادي في لجنة دعم الشاب، بعد نقله في يوليو الى سجن اميركي في فيرجينيا.
وقال ان «مانينغ وجد نفسه شبيها بشعبي العراق وافغانستان اللذين عانيا من السياسة الحربية للحكومة» الاميركية. واضاف «في المقابل كان ينتابه الشعور نفسه كعضو في اقلية تعامل بشكل غير عادل في الجيش الاميركي والمجتمع الاميركي بشكل عام».
ويرى بعض المقربين منه في تصريحات ادلوا بها هذا الصيف لصحيفة نيويورك تايمز ان برادلي مانينغ قد يكون مدفوعا «بيأسه من القبول به».
وبصفته محللا للاستخبارات، كان يطلع على كمية من المعطيات عبر شبكة «سيبرن» (سيكريت انترنت بروتوكول روتر نيتوورك) المحمية وهي نظام خاص لتقاسم افضل للمعلومات بين مختلف فروع الحكومة الاميركية. وفي احاديث على الانترنت مع قرصان معلوماتية شهير هو ادريان لامو، كشفتها مجلة «وايرد» يمرر الشاب مانينغ سرا مؤكدا ان «شخصا ما» يعرفه جيدا «نسخ بيانات شبكات سرية» وسلمها الى «استرالي ابيض الشعر» هو جوليان اسانج احد مؤسسي ويكيليكس.
إلى ذلك ادعى أحد قراصنة الكمبيوتر المعروف باسم «جيستر» مسؤوليته عن اختراق موقع «ويكيليكس» وإيقافه مؤقتا عن الظهور على شبكة الإنترنت.
وقد تعرض الموقع الإلكتروني الخاص بشبكة «ويكيليكس» المشهورة لهجوم حجب الخدمة الاحد الماضي وذلك قبيل بدء إطلاقه للدفعة الأولى من البرقيات الديبلوماسية الأميركية السرية والتي بلغ عددها 250 ألف برقية. وأعلن جيستر ـ الذي كان في السابق يستهدف المواقع الإلكترونية الخاصة بالمتطرفين في رسالة له ـ مسؤوليته عن تلك الهجمة الإلكترونية على «ويكيليكس» عبر حسابه الخاص على شبكة «تويتر» للتدوين المصغر على الإنترنت.