عندما يجول عالم الديبلوماسية بخاطر أحد من العامة، فإنه يستحضر صور عدد من الشخصيات البارزة وهي تتصافح في ذوق ولياقة وهدوء وقد ارتسمت الابتسامات على الوجوه.
غير انه ما إن يدلف الديبلوماسيون خلف الأبواب المغلقة، قد تصبح مناقشاتهم شديدة الصراحة، بل وبذيئة في بعض الأحيان، خاصة عندما يتعلق الحوار بالملفات الشائكة بين الدول.
وفي احيان كثيرة تتسرب أنباء تلك المناقشات للجمهور، غير انه من النادر ما يطلع أشخاص من خارج تلك الدوائر على تقييم هؤلاء الديبلوماسيين لشخصيات ومهارات القيادة الخاصة للساسة.
هذه النظرة غير المعتادة والخاصة فضحتها أكثر من 250 ألف وثيقة أميركية نشرها موقع «ويكيليكس» المتخصص في تسريب ونشر الوثائق والمستندات الأحد الماضي.
وفي حين تناولت الكثير من البرقيات قضايا السياسة الخارجية الأساسية أو الاتصالات الروتينية، اعطت وثائق أخرى، لمحة عن منظور بعض الدول ـ وهي الولايات المتحدة ـ لحلفائها والخلافات التي تدور وراء كواليس السياسة والصراعات اليومية. وقد تم ارسال معظم هذه البرقيات العام الماضي.
مثال على ذلك نجده في برقية من السفارة الأميركية في باريس، بحسب تقرير لصحيفة «الغارديان» البريطانية، وصفت الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنه «نحيف» وينتهج «نمطا شخصيا متسلطا».
وزع موقع «ويكيليكس» البرقيات على عدد من المنظمات والجهات الإخبارية، بينها صحف «نيويورك تايمز» و«الجارديان» و«شبيغل» قبل أسابيع من نشرها، وقد نشرت رغم اعتراضات قوية من جانب البيت الأبيض والخارجية الأميركية، إذ أعربت الجهتان عن قلقهما من أن محتوى تلك الرسائل سيضعهما في موقف حرج وسيؤدي إلى خلق مزيد من التوترات. ووصف البيت الأبيض نشر الوثائق بأنه عمل «أهوج».