بيروت - عمر حبنجر
بات واضحا مسار الأمور الرئاسية اللبنانية في اتجاه العماد ميشال سليمان، وقد ازال امس البطريرك الماروني نصرالله صفير احدى ابرز عقبتين في طريقه الى بعبدا، وهي تعديل الدستور اللبناني الذي يحظر ترشيح كبار الموظفين الى مسؤوليات سياسية ما لم يستقيلوا من وظائفهم قبل سنتين، اما العقبة المتمثلة بإقناع العماد ميشال عون بدعم ترشيح سليمان فمازالت قيد المراجعة من جانب حليفه الانتخابي النائب ميشال المر، في حين أكد عون امس ترشيحه للرئاسة مجددا، معلنا استقلاله عن قوى 14 مارس و8 مارس على السواء، ومتحفظا على تعديل الدستور «لمصلحة افراد»، لكن البطريرك صفير قال في لقاء مع اعلاميين في وادي قنوبين المقدس: «اذا كان تعديل الدستور ينقذ لبنان فنأمل بذلك».
واضاف: نحن نقول كلمتنا ومنهم من يسمعون ومنهم من لا يريدون ان يسمعوا.
وقال ردا على سؤال حول مواصفات الرئيس المقبل: «ان يكون رئيسا بوسعه مد الجسور بين اللبنانيين، وان يكون على مسافة واحدة من جميع الناس والأحزاب، وان يكون رجل خبرة في الامور السياسية، والا يتأثر بأحد، انما يستلهم ربه ومصلحة وطنه ويأخذ قراره بذاته.
وشدد البطريرك على ان المسيحيين في لبنان بخطر، وهم فيه منذ ما فوق الـ 1500 سنة، وقد مرت عليهم ايام ربما أصعب من هذه الايام. لكنهم بقوا بحمد الله في هذا البلد، وهم باقون، رغم هجرة الكثير من اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، لكننا نأمل ان يبقى المسيحيون والمسلمون في لبنان معا وتعهدهم معا هذه الأرض بعيشهم المشترك الذي نفخر به.
وكانت «الأنباء» كشفت عن تقدم اسم العماد سليمان صفوف المرشحين الرئاسيين، كمرشح توافقي لفترة انتقالية، وان النائب ميشال المر يتولى تسويق تعديل دستوري يؤمن وصوله الى بعبدا بالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، والتشاور مع البطريرك صفير.
وتطرق صفير الى فكرة متداولة حاليا بانتخاب رئيس انتقالي لمدة سنتين، قائلا: «لست ادري اذا كان ذلك حلا او انه بداية لمغامرة» وتساءل: «من هو الذي يقبل بولاية لسنتين وما هي الضمانة على الا يطالب بالتمديد لولاية كاملة»، محذرا من ان هذه الخطوة قد تتحول الى عرف، وقال: «اننا نعيش في قلب الخطر وعندما نتحدث عن حكومتين ورئيسين ولبنانين يعني اننا في خطر»، وحسم صفير موقفه الى جانب نصاب الثلثين في جلسة انتخاب الرئيس.
من جهته، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري مجددا انه سيلتقي البطريرك صفير «حليفه» في موضوع نصاب الثلثين الانتخابي في مجلس النواب «قريبا» الا انه ربط موعد اللقاء بنضوج الظروف التي تسمح بنتائج مؤثرة وربما لن يحصل هذا قبل عودة البطريرك من الڤاتيكان التي سيزورها لاحقا.
ورغم اعترافه بالجوانب الاقليمية للحل قال بري: «آمل ان يمتلك اللبنانيون 51% من القرار اللبناني».
الصفحة في ملف ( pdf )