قالت مصادر سورية للـ «بي.بي.سي» ان دمشق لا ترغب في تصعيد المواجهة الكلامية مع الرياض، بعد ان واجه تصريح ادلى به أخيرا نائب الرئيس السوري فاروق الشرع حول الدور السعودي في المنطقة، ردا شديد اللهجة من المملكة العربية السعودية، وكانت الرياض قد اتهمت الشرع الخميس الماضي بالاساءة الى سمعة السعودية.
من جهتها قالت مصادر اعلامية نقلا عن مصادر مصرية وعربية ان القاهرة توقفت عن بذل اي مساع للوساطة بين السعودية وسورية قبل تفاقم خلافاتهما الثنائية وظهورها الى العلن.
وكشفت ان الرئيس المصري حسني مبارك وجه أخيرا رسالة سرية، لم يعلن عنها رسميا، الى الاسد يدعوه خلالها الى الحفاظ على الارث السياسي لوالده الراحل حافظ الاسد فيما يتعلق بابقاء علاقات دمشق جيدة مع القاهرة والرياض.
وفي السياق، اعربت مصادر مسؤولة في الجامعة العربية عن اسفها للتراشق الاعلامي والرسمي بين السعودية وسورية، وحضت وسائل الاعلام الطرفين على تفادي نشر الغسيل في المرحلة المقبلة، ورأت المصادر ان اعداء العرب هم وحدهم المستفيدون من تصعيد هذه الخلافات، لكنها اشارت الى انه من غير الوارد قيام الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى بمحاولة الوساطة بين دمشق والرياض، وقالت المصادر عندما تصل الخلافات ومستوى التراشق الى هذا الحد، فإن الأمر يصطدم بمشكلات جوهرية تتطلب قمة ثنائية ومساعي طويلة لحلها.
إلى ذلك اكدت الصحف السعودية الصادرة امس ان تصريحات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع التي حملت الكثير من المغالطات ضد المملكة لا تغير من قناعات التوافق السعودي مع سورية وان العائد في النهاية يصب في المصلحة العربية.
واشارت صحيفة «الرياض» التي تنقل غالبا وجهة النظر الرسمية، الى تضارب التصاريح بين رجلي سلطة هما نائب الرئيس ووزير الخارجية، ففي حين صعد الأول من نبرة اتهامه يأتي تصريح وليد المعلم نقيض ما صدر عن الشرع. وقالت «بصرف النظر عن هذا التضارب أو توزيع الادوار، فالمملكة لا تحتاج الى مديح، ولا تقبل الاتهام الخالي من المسؤولية، والمجرد من الواقع».
وتساءلت صحيفة «الجزيرة» ما الهدف من تصريحات الشرع «التي تجاوز فيها نطاق العقل، وتجاهل من خلالها اثباتات الحقائق والوقائع؟ وما الدوافع من وراء مثل تلك التصريحات التي لا تخدم ظروف المرحلة ولا متطلبات الواقع السياسي والدولي الذي تمر به المنطقة العربية وقضاياها الراهنة؟».
بدورها أوضحت صحيفة «الوطن» ان الشرع «قبل غيره يعرف ان الدور الذي تلعبه السعودية على المستويين العربي والعالمي دور فاعل وملموس تتحدث عنه الوقائع والاحداث ويلمسه كل مواطن عربي ويلمسه كل مسلم، ويعرف ايضا ان السعودية لم تتوان في استخدام ثقلها السياسي والاستراتيجي وعلاقاتها الدولية المتينة في مساعدة اشقائها العرب والمسلمين ومنهم سورية نفسها».
ورأت صحيفة «اليوم» ان مشكلة «بعض الانظمة العربية تكمن في بعض مسؤوليها، او النافذين فيها، ومشكلة البعض من هؤلاء، انهم لا يفرقون بين آرائهم الشخصية، وما تقتضيه مصلحة شعوبهم، خصوصا في وقت يحتاج فيه العرب الى التضامن قدر الامكان».
الصفحة في ملف ( pdf )