لجأ موقع ويكيليكس، إلى سويسرا امس بعد تعرضه لهجمات الكترونية جديدة، في حين تسعى واشنطن الى وقف أنشطته وأنشطة مؤسسه جوليان اسانج.
وأعلن الموقع عبر موقع تويتر ان «ويكيليكس انتقل الى سويسرا»، كاشفا عنوانه الالكتروني الجديد «ويكيليكس.سي اتش» بعد ان بات متعذرا على مستخدمي الانترنت الدخول الى الموقع عبر عنوانه المعتاد «ويكيليكس.اورغ».
وبالفعل، قام موزع أسماء النطاق الالكترونية «ايفري دي ان اس.نت» عند الساعة 3.00 ليلا بوقف الخدمة التي تزود ويكيليكس.اورغ بها بعد هجمات الكترونية كبيرة استهدفت الموقع المتخصص بكشف الاسرار الديبلوماسية.
وأوضح الموزع في بيان ان الهجمات التي تسمى «الحرمان من الخدمات» والهادفة الى إعاقة الوصول الى الموقع «تهدد استقرار» البنية التحتية للموزع الذي يعطي مجانا أسماء نطاقات الكترونية لنحو 500 ألف موقع آخر.
وعادة في هذا النوع من الهجمات، يقوم عدد كبير من مستخدمي اجهزة الكمبيوتر الحاملة لفيروسات الكترونية بالدخول في وقت واحد الى موقع ما يؤدي الى استخدام الطاقة القصوى للخوادم (سرفور) ويتسبب في انقطاع الموقع عن الشبكة.
وأكد ويكيليكس ان اسم النطاق الخاص به تم إلغاؤه. وأشار الموقع عبر تويتر إلى ان «اسم النطاق ويكيليكس.اورغ تعرض للإلغاء من الأميركي ايفري دي ان اس.نت بعد ادعاءات بهجمات كبيرة».
وأكد المحامي البريطاني مارك ستيفنز محامي مؤسس ويكيليكس في تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان الموقع تعرض لهجمات «بالغة التعقيد».
كما قال ستيفنز ان هناك دولة «على الأرجح» تقف وراء الهجمات الالكترونية التي تعرض لها موقع ويكيليكس في الأيام الأخيرة.
واعتبر ان المحاولات «المتطورة» لوضع موقع ويكيليكس خارج الخدمة جزء من خطة اشمل ترمي الى اسكات مؤسس الموقع جوليان اسانج.
وأضاف المحامي «احدهم، على الأرجح دولة، قام بالسيطرة على مئات آلاف أجهزة الكمبيوتر المصابة بمشاكل في العالم وربطها كلها في وقت واحد بموقع ويكيليكس».
الى ذلك، يظهر تعقب عنوان بروتوكول الانترنت (أي بي) امس ان الموقع الالكتروني الفرنسي «او في اش» (احد اكبر مستضيفي المواقع الالكترونية في أوروبا وفي السويد تحديدا) يستضيف موقع ويكيليكس الذي طرده الاربعاء الماضي الموقع الأميركي العملاق للتوزيع امازون، وهو ما أكده مصدر قريب من ويكيليكس.
وتبذل الولايات المتحدة، التي وصفت مؤسس ويكيليكس بأنه «فوضوي»، قصارى جهدها لتوقيف مؤسس ويكيليكس هذه المرة بسبب التسريبات.
وأعلن عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركيين الجمهوريين والمستقلين امس الأول انهم تقدموا باقتراح قانون لتسهيل الملاحقة القضائية بحق اسانج وموقعه، عبر جعل «نشر أسماء مخبرين في أجهزة الاستخبارات الأميركية غير قانوني».
وقال وزير العدل الأميركي اريك هولدر في وقت سابق «اذا كان هناك من ثغرات في القانون الأميركي، سنحاول سدها».
وفي آخر البرقيات التي كشفها موقع ويكيليكس، تتواصل التسريبات المربكة بدءا من تلك التي تعني الولايات المتحدة نفسها.
ويبدو ان البرقيات الديبلوماسية المسربة قد توصد أبوابا مفتوحة في بعض الأحيان، كما الحال بالنسبة لإحداها التي أفادت بان الولايات المتحدة مستاءة من الفساد المستشري في افغانستان و«هواجس» الرئيس حامد كرزاي في نظرته الى العالم.
وفي رد على هذه المعلومات، اعتبر متحدث باسم الرئيس الافغاني ان التصريحات المسربة بحق كرزاي «لا تحوي اي جديد».
وقال مساعد المتحدث باسم الرئاسة الافغانية حامد علمي ان هذه التسريبات «لا تحمل أي جديد وليس فيها شيء قد يؤثر على علاقاتنا الجيدة مع المجتمع الدولي».
إلا ان هذه المذكرات نفسها تصبح أكثر إرباكا بإشارتها الى ان احمد ضيا مسعود نائب الرئيس الافغاني آنذاك توجه الى الإمارات وبحوزته 52 مليون دولار قبيل إعادة انتخاب كرزاي.
ولايزال تسريب هذه الوثائق السرية يحدث زلزالا ديبلوماسيا في العالم. الى ذلك، اعتبر الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني في سوتشي، جنوب روسيا، ان تسريبات ويكيليكس تبرهن على «خبث» الديبلوماسية الأميركية.
وقال مدفيديف خلال المؤتمر الصحافي الذي نقله التلفزيون «لسنا مذعورين. نحن لا نربط العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة بأي تسريبات ولكن في الوقت نفسه، لهذا الأمر دلالة».
وأضاف ان التسريبات «تظهر مدى الخبث في هذه التقييمات، وهذه الاحكام السائدة في السياسات الخارجية لمختلف الحكومات وفي هذه الحالة انا أتحدث عن الولايات المتحدة». ووصفت المبادلات الديبلوماسية التي نشرها ويكيليكس مدفيديف كزعيم ضعيف لم يتسلم على الإطلاق زمام الحكم في روسيا من سلفه رئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين.