واشنطن ـ أحمد عبدالله
قال مستشار الأمن القومي الأسبق زبيغنيو بريجنسكي ان من المحتمل ان عملية استخبارية معقدة تقف وراءها أجندة خفية هي التي تقف ليس فقط وراء تسريب وثائق «ويكيليكس» ولكن ايضا وراء اختيار الوثائق التي حجبت وتلك التي نشرت.
وقال بريجنسكي في تصريحات إعلامية أدلى بها في واشنطن اول من امس «بين الوثائق التي نشرت وثائق كثيرة لا قيمة لها. فمن يهتم بما اذا كان قد قيل ان بيرلسكوني مهرج؟! ان اغلب الايطاليين يعرفون ذلك. ومن يهتم اذا كان قد قيل ان بوتين كلب حراسة؟ انه قد يسر من الوصف. ولكن ان ينشر مثلا ان الصين تؤيد توحيد كوريا الشمالية والجنوبية تحت قيادة كوريا الجنوبية فان ذلك يسبب مشكلة كبيرة لبكين. ان هناك قضايا من هذا النوع اثيرت وهي ترسم عند وضعها متجاورة خطا واضحا يبدو انه رسم بعناية». وشارك ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس بوش في النقاش الدائر حول الوثائق بقوله «تسربت الوثائق منذ فترة طويلة، إلا انها لم تنشر الآن، بل ان ويكيليكس أجلت نشرها عدة مرات. لماذا؟. اعتقد ان السبب الحقيقي هو انها كانت تتعرض لفحص تفصيلي. ممن؟. لا نعرف.
والمهم انه في النهاية فان هناك وثائق كثيرة نزعت من سياقها وهناك وثائق أخرى لم تنشر. ومن الضروري السؤال عن السبب في هذه الاختيارية». وقال بريجنسكي «لقد نشر مثلا ان عددا من الدول العربية لاسيما في منطقة الخليج قلقة من برنامج إيران النووي وتريد له ان يتوقف بصورة من الصور. ولكن الوثائق التي أشارت إلى ان تلك الدول قد تكون اكثر قلقا من إسرائيل ومن التلكؤ في حل القضية الفلسطينية لم تنشر. ان الهدف من نشر الوثائق في تقديري هو هدف محدد بدقة. وربما يكون تسريبها من الأصل عملا تلقائيا لا تشوبه شبهة الأجندة الاستخبارية ولكن اختيار ما نشر منها يبدو لي غير تلقائي بحال. هناك هدف يتلخص في الإساءة لعلاقاتنا بدول معينة وزعزعة مواقف تلك الدول». وتابع «ان الكشف عن بعض الوثائق التي تسربت وليس كلها بشأن تركيا يبدو لي مدروسا جيدا للإساءة إلى علاقاتنا بأنقرة ولإضعاف حكومة رجب طيب اردوغان. انني لا اعتقد ان ويكيليكس حصلت على كل الوثائق من الجندي الشاب الذي اعتقل بتهمة تسريبها. اعتقد ان هناك وثائق اخرى حصلت عليها أجهزة أخرى وسربتها عمدا خلف ستار الدخان الذي اثير حول الجندي الشاب».