مع استمرار تكشف المزيد من الفضائح التي اخفتها وثائق الديبلوماسية الاميركية السرية التي كشفها موقع ويكيليكس، تستمر الحرب المعلنة وغير المعلنة على جوليان أسانج والموقع الذي بات من أشهر المواقع على الانترنت.
فقد أعلن موقع «باي بال» للتحويلات المالية أنه أقفل حساب موقع «ويكيليكس» الذي يحصل من خلاله على تبرعات.
وقالت الشركة في بيان إنها قيدت بشكل دائم الحساب الذي يستخدمه موقع «ويكيليكس» بسبب انتهاكه سياساتها المعمول بها والتي تحرم استعمال خدماتها في «أي نشاطات تشجع وتسهل أو ترشد الآخرين الى الانخراط بنشاطات غير شرعية».
وأوضحت أنها أبلغت المسؤول عن الحساب بذلك.
ويأتي إغلاق حساب «ويكيليكس» بعد حملة عالمية شنت على الموقع الذي نشر حوالي 250 ألف وثيقة سرية وقبل ذلك قام موقع «أمازون» بإزالة «ويكيليكس» من المواقع المدرجة عليه كما سحبت الشركة الأميركية التي تمنحه اسم النطاق خدماتها ما أدى إلى إغلاق الموقع لعدة ساعات. من جهتهم، نفى مسؤولون في وزارتي الدفاع والخارجية الأميركية علمهم عن أي جهود لإغلاق موقع (ويكيليكس) أو الطلب من شركات القيام بذلك.
ونقلت شبكة (سي.ان.ان) الأميركية عن الناطق باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي نفيه لأي مشاركة من الحكومة الأميركية في المشاكل التقنية التي تعرض لها الموقع مضيفا «لست على علم بأي محادثات أجرتها الحكومة الأميركية مع أي من الشركات المستضيفة للمواقع هنا أو أي حكومة أخرى في هذا المجال».
وأضاف كراولي إن الولايات المتحدة تتبع فقط المكان الذي ينشر منه (ويكيليكس) من اجل معرفة ما الذي ينشر لتقييم الأثر.
ونقلت الشبكة عن الناطق باسم وزارة الدفاع داف لابان نفيه أيضا للتسبب في أي مشاكل تقنية لإبطاء عمل (ويكيليكس) في نشر الوثائق الحكومية الأميركية السرية.
بيد أن الموقع تلقى دعما من نوع آخر عندما رفضت محكمة لاهور العليا أمس التماسا يطالب بفرض حظر على الدخول لموقع ويكيليكس الاليكتروني، قدمه محام باكستاني بحجة انه يؤثر على سياسة باكستان الخارجية.
وأعلن القاضي الشيخ سعيد عظمت في حيثيات حكمه أن الالتماس لا يمكن تبريره حيث ان الوصول الى المعلومات حق أساسي لكل مواطن. ورأى القاضي أن الناس في أكثر من 170 بلدا يمكنهم الوصول إلى هذه البرقيات السرية ومن ثم لا ينبغي حجبها في باكستان.
لندن تتهم الناخبين التاميل
من جهة أخرى كشفت البرقيات الديبلوماسية التي نشرها موقع ويكيليكس أن خوف الحكومة البريطانية على الناخبين المغتربين من عرقية التاميل في دوائر انتخابية هامشية لديها، كان السبب وراء الانتقادات التي وجهتها لندن لتحركات الحكومة السريلانكية العام الماضي لإنهاء الحرب الأهلية.
ووجه ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني في حكومة حزب العمال البريطاني آنذاك، انتقادات صريحة لتصرفات حكومة كولومبو، حيث حاصرت مقاتلي التاميل شمال الجزيرة وهو الموقع الذي كان آلاف المدنيين قد لجأوا إليه.
وأوضحت البرقية أن «عرقية التاميل الكبيرة في المملكة المتحدة يفوق عدد اعضائها 300 ألف».
من جهة أخرى ذكرت وسائل الإعلام التركية امس أن من بين الوثائق التي تم تسريبها من وزارة الخارجية الأميركية الى موقع «ويكيليكس» وثيقة تشير إلى أن روسيا زودت منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية بالأسلحة عن طريق المافيا في مسعى «لزعزعة الاستقرار في تركيا».
وأضافت وسائل الإعلام أن برقية ديبلوماسية أرسلت الى واشنطن من السفارة الأميركية في العاصمة الإسبانية مدريد ونشرها موقع «ويكيليكس» تتهم موسكو وجهاز مخابراتها باستغلال «المافيا الروسية» كغطاء لتنفيذ أعمالها السرية غير الشرعية.
المحافظون وعدوا بنظام موالٍ لأميركا
كما أظهرت وثائق جديدة نشرها موقع ويكيليكس الأميركي أن سياسيي حزب المحافظين في بريطانيا وعدوا قبل الانتخابات العامة بنظام موال للأميركيين وشراء مزيد من الأسلحة من الولايات المتحدة إن وصلوا إلى السلطة هذه السنة.
وذكرت صحيفة الغارديان أمس نقلا عن الوثائق أنه رغم موقف القادة البريطانيين الداعم إلا أن الوثائق كشفت أيضا كم أن الديبلوماسيين الأميركيين في لندن مستمتعون بـ «الرعب» البريطاني بشأن ما يدعى بالعلاقة المميزة مع الولايات المتحدة.