انتقدت إسرائيل بقوة الأرجنتين والبرازيل وأوروغواي لإعلانها الاعتراف بدولة فلسطينية قائلة إن هذا «تدخل مضر للغاية» من جانب دول لم تكن قط طرفا في عملية السلام بالشرق الأوسط.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ايغال بالمور إن هذه الدول «لم تقدم قط أي إسهام في العملية، وتجيء الآن لتتخذ قرارا يتناقض تماما مع كل ما اتفق عليه حتى الآن، هذا عبث».
وقال بالمور إن إسرائيل ستنقل شعورها بخيبة الأمل لحكومات الدول المعنية وإنها تحذر «أي دولة تسلك نفس المسلك» من أنها تخاطر بإثارة مزيد من التشويش بشأن إمكانات السلام.
وذلك تعليقا على اعلان الأرجنتين أمس الأول انها تعترف «بفلسطين كدولة حرة مستقلة» وقالت إنها سلكت نفس مسلك أوروغواي والبرازيل اللتين اعترفتا الشهر الماضي «بدولة فلسطين على أساس حدود ما قبل 1967».
من جهته، قال داني أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي «مثل هذا الإعلان لن يؤدي إلا إلى الإضرار بعملية السلام لأنه يشجع الفلسطينيين فقط على مواصلة التشبث بموقفهم أملا في أن تهبط من السماء أو من المجتمع الدولي معجزة تفرض نوعا من الاتفاق على إسرائيل». وأضاف لراديو الجيش الإسرائيلي «المهم هو أن الأميركيين لا يقبلون هذا».
وقال بالمور «هناك كيان فلسطيني في الضفة الغربية تحكمه السلطة الفلسطينية وكيان فلسطيني آخر في غزة تحكمه حماس وكل منهما لا يعترف حتى بالآخر».
ومضى قائلا «أي دولة فلسطينية تلك التي يعترف بها البرازيليون والأرجنتينيون؟ هذا غير واضح حتى بالنسبة للفلسطينيين أنفسهم».
«شارك في التغطية محمد السعدي من رام الله ومايان لوبل ودوجلاس هاميلتون من القدس».
في سياق آخر، قالت تقارير إسرائيلية إن إسرائيل وافقت من حيث المبدأ على الاعتذار لتركيا وتعويض عائلات قتلى أسطول الحرية الذين سقطوا جراء اعتداء الكوماندوس الاسرائيلي على السفينة التركية.
واوضحت انه لاتزال هناك مفاوضات بين الجانبين حول مضمون الاعتذار وشكل التعويض.
وقد ذكرت صحيفة هآرتس أن إسرائيل وافقت بشكل مبدئي على الاعتذار والتعويض وأن تركيا وافقت على أنه في حال تطبيق هذين الشرطين فإنهم سيعيدون تطبيع العلاقات وإعادة السفير التركي إلى تل أبيب.
ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسي أوروبي مطلع على تفاصيل الاتصالات التي جرت في جنيف بين مندوبي إسرائيل وتركيا قوله إن مسألتي الاعتذار والتعويض تنطويان على إشكالية.
وأوضح الديبلوماسي الأوروبي أن الجانبين يحاولان الاتفاق على صيغة تمكن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من الادعاء بأن إسرائيل اعتذرت عن الأحداث التي رافقت اعتراض قواتها البحرية لسفن أسطول الحرية وفي المقابل تمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الادعاء بأن الحديث لا يدور عن اعتذار وإنما هو تعبير عن تقدير إسرائيل للمساعدات التي قدمتها تركيا في لإخماد حريق جبل الكرمل.
إضافة إلى ذلك فإن إسرائيل تريد التوصل إلى صيغة مفادها أنه حتى لو اعتذرت إسرائيل فإنها لا تتحمل وحدها مسؤولية أحداث أسطول الحرية.
وقالت «هآرتس» إن مسألة التعويض تنطوي على إشكالية هي الأخرى من الناحية القانونية لأن إسرائيل تريد تقديم التعويض كمنحة إنسانية بحيث لا يظهر أنه تعويض بصورة قانونية.
وقد كشفت مصادر ديبلوماسية تركية أمس عن عقد لقاء ثان بين وكيل وزارة الخارجية التركية السفير فريدون سينرلى أوغلو والسفير يوسف كيشانوفر عضو لجنة التحقيق في الهجوم الإسرائيلي على سفن أسطول الحرية لغزة في جنيف أمس الاول.
ورأت المصادر أن عقد هذا اللقاء الثاني يظهر إصرار الجانبين التركي والإسرائيلي على التوصل لحل للمشاكل بينهما، مشيرة إلى أن تركيا أصرت على اعتذار رسمي وتقديم التعويضات المناسبة لأسر الضحايا، فيما أصرت إسرائيل على الإعراب عن أسفها للشعب التركي والاعتذار لأسر الضحايا.