- «ديلي تلغراف» نقلاً عن «ويكيليكس»: دول الخليج تعزز قدراتها الدفاعية لمواجهة التهديد الإيراني
عواصم ـ عاصم علي ووكالات
بعد يوم على صدور مذكرة الاعتقال الأوروبية المصححة بناء على تهم الاعتداء الجنسي على امرأتين في السويد، اعتقلت الشرطة البريطانية امس مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج (39 عاما) في العاصمة البريطانية بعد ان ذهب طوعا الى مقر الشرطة البريطانية.
في الوقت نفسه، نشرت أمس مقالة لأسانج في صحيفة «ذي أستراليان» نقل فيها قولا للإمبراطور الإعلامي روبرت ميردوخ عام 1958 أن «في السباق بين السرية والحقيقة، يبدو أن من المحتم انتصار الحقيقة».
مواصلة النشر
في موازاة ذلك، أكد متحدث باسم جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس أن اعتقال أسانج يعد بمنزلة اعتداء على حرية الإعلام، لكن ذلك لن يحول دون نشر المزيد من الوثائق السرية على الموقع. ونقلت شبكة «بي.بي.سي» الإخبارية عن المتحدث قوله في تصريحات صحافية، إن ويكيليكس مازال يعمل بواسطة مجموعة من الأشخاص في لندن ومواقع أخرى «سرية»، وإن أي تطور في قضية أسانج لن تغير من الخطط المحددة لعمل الموقع.
وأوضحت الشبكة إن اعتقال أسانج جاء بناء على أمر اعتقال أوربي، ورغم إمكانية تسليمه للسويد لكن الأمر قد يستغرق شهورا وربما سنوات خصوصا إذا ما تمسك اسانج حسب المتوقع بحقوقه القانونية في الطعن على أي حكم يصدر ضده.
من جهته، قال مارك ستيفنز محامي أسانج إنه يشتبه في تعرض السويد لضغوط لملاحقة موكله على خلفية اتهامات تتعلق بالاعتداء جنسيا على سيدتين.
وقال ستيفنز: موكلي على استعداد للتحدث إلى الشرطة البريطانية غير أنه لا يثق في النظام القضائي السويدي.
وأضاف «السويد في العادة تحتكم للقانون لكن في هذه الحالة لم يبين المدعي العام لجوليان أسانج طبيعة التهم الموجهة ضده ولنا أن نتساءل إن كانت ثمة دوافع أخرى وراء ذلك». من جهتها رفضت محكمة بريطانية أمس إخلاء سبيل مؤسس موقع «ويكيليكس» بكفالة وقررت حبسه على ذمة التحقيق حتى الأسبوع المقبل. من جهة اخرى، اعلن «بوست فينانس» الفرع المصرفي السويسري للبريد السويسري اول من امس انه اغلق حساب اسانج «بسبب معلومات خاطئة عن مكان اقامته عند فتح الحساب»، وهو الحساب الذي كان معلنا على الموقع لتقديم هبات لجوليان اسانج واعضاء آخرين في ويكيليكس.
في الوقت نفسه، اعلنت شركة «او في اش» الفرنسية التي تستضيف جزءا من موقع ويكيليكس اول من امس أيضا أن القضاء لم يفرض عليها اغلاق الموقع المثير للجدل، رافضا عدة طلبات تدعو القضاة الى البت بشرعية الموقع.
أهداف معرضة للخطر
الى ذلك، واصل موقع «ويكيليكس» نشر البرقيات المسربة، احدثها قال إنها تخص وزارة الخارجية الأميركية، تحدد قائمة بالمواقع التي قد تكون أهدافا ذات اهتمام كبير من جانب الإرهابيين في جميع أنحاء العالم، حسبما أفادت صحيفة «نيويورك تايمز».
وأضافت الصحيفة أن القائمة التي تعود لعام 2008 تشمل مجموعة كاملة بداية من سدود الطاقة الكهرومائية في كندا إلى منتجي اللقاحات في الدنمارك، ومراكز اتصال ومصانع للكيماويات والألغام ومنشآت عسكرية وخطوط أنابيب وإمدادات للمياه، وآثار وطنية ورموز معروفة، ومحطات للطاقة النووية، واشارت الصحيفة الى أن هذه الأهداف معروفة على أي حال للجماعات الإرهابية.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ التي قال فيها إن نشر هذه القائمة يستحق الشجب على وجه خاص، مشيرا إلى أن هناك قلقا كبيرا من الكشف عن قائمة بالأهداف التي يمكن أن تكون ذات فائدة للإرهابيين والمخربين.
تعزيز دفاعات الخليج
في سياق التسريبات نفسه، ذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أن الدول العربية الخليجية عزمت على تعزيز أنظمة دفاعاتها الصاروخية لمواجهة الخطر الايراني المتصاعد، وذلك خلال انعقاد مؤتمر الدفاع الجوى والصاروخي في الشرق الأوسط بدبي.
وأشارت الصحيفة ـ في تقرير بثته على موقعها الالكتروني نقلا عن موقع ويكيليكس الالكتروني ـ إلى أن العديد من المصادر الإماراتية أكدت أن بلادها من أكثر الدول إنفاقا في سوق الأسلحة العالمي، نظرا لمواجهة البلاد لخطر التعرض لهجوم بصواريخ باليستية.
وقالت الصحيفة إن وثائق ويكيليكس زعمت مطالبة العديد من قادة هذه الدول باتخاذ اجراءات أكثر شدة من بينها شن هجوم عسكري بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ضد البرنامج النووي الايراني.
وأشارت إلى ضجر عدة دول من عدم مشاركتها بصفة رسمية في المحادثات الدولية الاولى حول برنامج ايران النووي التي بدأت الاثنين الماضي في جنيف بين ايران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، الصين والولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبريطانيا وفرنسا، بالاضافة إلى المانيا.
وصرح سعيد جليلي مستشار الامن القومي الايراني بان بلاده على استعداد لتهدئة المخاوف الدولية حول برنامجها النووي وذلك في كلمة «استرضائية» خلال إلقاء كلمته الافتتاحية التي أعطت آمالا في جدية ايران بشأن المفاوضات الجديدة.
وأشار إلى أن الاغتيالات والهجمات ضد العلماء النوويين ليست لها صلة بالمحادثات الخاصة بين مجموعة «5 + 1» وطهران، قائلا «إن هناك بعض الاشخاص الذين يربطون بين المحادثات والهجمات على العلماء، ولا توجد اصابع اتهامات لاحد».
وقال سيرغي ريباكوف المبعوث الروسي للمحادثات السداسية لجليلي «إننا بحاجة إلى هذه الجولة من المحادثات وخلال التفاوض سنحاول إزالة العقبات».