عرض موقع «ويكيليكس» وثيقة تعود لعام 2007، تظهر فيها تفاصيل لقاء بين السفير الأميركي السابق بالعراق، زلماي خليل زاد، والمدعي العام في المحكمة الجنائية العليا، منقذ آل فرعون.
وخلال اللقاء طلب زاد شرح ما جرى خلال إعدام الرئيس العراقي المقبور، صدام حسين، وما رافقه من تسجيلات وهتافات أدت إلى إحراج أميركا، خاصة أن الإعدام تزامن مع عيد الأضحى، فرد آل فرعون بعرض مسهب للحظات صدام الأخيرة، مع تأكيد الحصول على فتوى تجيز الإعدام. وقال آل فرعون لخليل زاد إنه شاهد على الأقل اثنين من المسؤولين يلتقطان صورا بواسطة هاتفيهما المحمولين لدى حضورهما عملية الإعدام، رغم أنها كانت ممنوعة، وأضاف أنه طلب من الحاضرين التزام الصمت، وأن رجال دين قالوا له إنه يمكنه السير بالإعدام الذي وقع فجرا لأن عيد الأضحى لن يحل قبل شروق الشمس. خليل زاد وجه التحية لآل فرعون على شجاعته في تنفيذ العدالة ومحاكمة صدام، ولكنه أشار إلى أن ما رافق الإعدام «شوه» كل ما سبقه.
وروى آل فرعون كيف انتقل مع 14 مسؤولا حكوميا، بينهم مستشار الأمن القومي موفق الربيعي، إلى موقع إعدام المقبور صدام بالمروحية، وخضعوا للتفتيش الدقيق من عناصر الجيش الأميركي الذين صادروا منهم أجهزة الهواتف المحمولة، علما أن العناصر الأميركية لم تدخل قاعة الإعدام.
وأنكر آل فرعون علمه بوصول مجموعة أخرى من الأشخاص الذين حضروا الإعدام في حافلة صغيرة، وإن كانت الوثيقة قد أشارت إلى أن الجانب العراقي بدل عدة مرات أسماء قائمة كانت تضم الشهود المفترضين للإعدام.
وبحسب آل فرعون، فقد جرى إدخال صدام إلى القاعة، فوقف معه لتلاوة حكم الإعدام عليه، وتقدم الربيعي إلى صدام وسأله عما إذا كان خائفا، فرد صدام بالنفي، قائلا إنه كان يتوقع هذه اللحظة منذ أن وصل إلى الحكم لأنه كان يدرك أن لديه الكثير من الأعداء.
وأكد آل فرعون أن صدام أعدم في نفس الموقع الذي كان يستخدمه النظام العراقي السابق لإعدام عناصر حزب الدعوة الشيعي، فقام خليل زاد بسؤاله عما إذا كان الجلادون من عناصر جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، فرد القاضي العراقي بأن معلوماته تشير إلى أنهم من وحدة حراسة السجون. وذكر آل فرعون بعد ذلك أن الحراس قاموا بتقييد صدام من رجليه، فاعترض الأخير بأن ذلك لن يسمح له بالصعود على أدراج منصة الإعدام، فرد الحرس عليه بالقول «اذهب إلى الجحيم»، فتدخل آل فرعون ليؤكد أنه لن يسمح للحراس أو الشهود بالتحدث، لكنه أضاف أنه شاهد في هذه اللحظة اثنين من المسؤولين الحكوميين يلتقطان الصور عبر هاتفيهما الجوالين. وتابع آل فرعون قائلا: «خلال تلاوة صدام لأدعيته الأخيرة، قام أحد الحضور وصرخ: مقتدى مقتدى، فرفعت صوتي طالبا منه الصمت، وهذا الأمر لم يعرقل الإعدام وحصل مرة واحدة فقط، وتوفي صدام على الفور، وجرى وضعه في كيس لنقل الجثث وقام رجل دين بالتأكد من غسل جسده وفق التعاليم الإسلامية».