باريس ـ هدى العبود
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن كافة الأطراف ليس لها أي مصلحة في حدوث فتنة بلبنان، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا فرنسيا ـ سعوديا منذ أشهر وأن هناك ايضا تنسيقا فرنسيا ـ سوريا.
وقال الأسد في تصريح له عقب محادثاته مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس إن «الحل بالنهاية هو لبناني وليس فرنسيا أو سوريا أو سعوديا».
وأضاف أن هدف سورية «تسهيل تنفيذ الأفكار اللبنانية لتسوية الأوضاع داخل لبنان».
وحول السلام في الشرق الأوسط، أعرب الأسد عن تقديره للموقف الفرنسي تجاه ما أعلنته إسرائيل بإصدار قانون يقضي بضرورة إجراء استفتاء قبل الموافقة على الانسحاب من الأراضي المحتلة في القدس والجولان.
وشبّه الأسد إسرائيل في هذا الاطار بأنها تقوم بدور «السارق» الذي يأخذ شيئا لا يمتلكه ويذهب إلى سوق «الحرامية» لكي يبيعه وهذا أمر مرفوض منطقيا وقانونيا وأخلاقيا.
وكان الرئيس السوري، وصل إلى باريس أمس الاول لعقد قمة مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وأشار الأسد إلى أنه كانت هناك مبادرة أميركية لدفع عملية السلام منذ أشهر على المسار السوري وعلى المسار الفلسطيني ولكن من الواضح أنه لا يوجد شيء حقيقي حتى الآن.
وأضاف أنه لا يمكن أن نلوم راعي عملية السلام وإنما الأطراف الأساسية فهناك طرف عربي مستعد للسلام ولكن الطرف الاسرائيلى غير موجود فعليا في عملية السلام ويمكن القول بأن إسرائيل شريك وهمي في عملية السلام.
وأوضح أن سورية شجعت فرنسا على تحرك أكثر خاصة بعد تعيينها كلود كوسرون كمبعوث فرنسي لدفع المسار السوري ـ الإسرائيلي. وأوضح الأسد أن الجهود الأميركية لم تحقق شيئا بالنسبة لعملية السلام نتيجة التعنت الاسرائيلي وبالتالي فإن الجهود الفرنسية أيضا من الطبيعي ألا تصل إلى شيء.
ورفض الرئيس السوري أن يكون جوهر الحديث هو المستوطنات، مشيرا إلى أن القضية هي قضية أرض في الجولان، مؤكدا أن «الأرض ستعود سواء بالمستوطنات أو من دونها أما مسألة المستوطنات فهي أمر ليس له قيمة».
وحول إمكانية لعب دور فرنسي إلى الجانب الدور التركي في الوساطة بين سورية وإسرائيل، قال الأسد إن هذا الأمر غير ممكن نتيجة عدم وجود شريك أصلا وبالتالي فكيف نطلب وجود راع.
وأشار الأسد إلى أنه حتى الدول التي تقف حكومتها إلى جانب إسرائيل، تتفهم وجهة النظر السورية وتعرف أن المشكلة تكمن في إسرائيل التي تعرقل عملية السلام وبالتالي فانه يتعين البحث في كيفية اقناع اسرائيل بالتحرك باتجاه السلام.
وحول تشكيل الحكومة العراقية، أعرب الرئيس السوري عن دعم بلاده لتشكيل هذه الحكومة حيث انتهى العراق من مرحلة الانتخابات الصعبة وكانت سورية تشعر بالقلق إزاء العقبات التي كانت تقف أمام تشكيل الحكومة وقتها.
وأعرب الأسد عن أمله في أن يتمكن العراق من إتمام تشكيل الحكومة بأسرع وقت للانتقال إلى العملية السياسية، مشيرا إلى أن سورية تتواصل مع كافة القوى العراقية وتؤكد دائما أهمية الاتفاق بين تلك القوى.
وقال ان سورية ليست لديها وجهة نظر خاصة بشأن الحكومة العراقية القادمة «وإذا كانت هذه الحكومة تعبر عن إجماع وطني أو حكومة وحدة وطنية عراقية فهذا كاف بالنسبة لسورية كونه يعني الحفاظ على وحدة العراق».
ونفى الأسد أن يكون قد ناقش مع ساركوزي الملف النووي الايراني.