بيروت - عمر حبنجر
صراع الزعامة المارونية على اشده، لقاء معراب للقوى المسيحية في تكتل «14 مارس»، اوجب لقاء سريعا مقابلا في الرابية، والهدف اظهار الطاقات التمثيلية للطرفين المتبارزين. في حين التقت كل من واشنطن وباريس عبر سفيريهما في بيروت على النصح بعدم تعديل الدستور، وبالتالي ابعاد العماد ميشال سليمان عن السباق الى الرئاسة.
العماد ميشال عون حذر في اعقاب اجتماع معراب لمسيحيي الاكثرية من ترشيح رئيس من خارج «الاكثرية المسيحية»، مستغربا تحدث البعض باسم المسيحيين في اشارة الى لقاء معراب.
وقال عون في لقاء الرابية الذي انعقد ليل اول امس في ساعة متأخرة ومن قبيل الرد على لقاء معراب: «ان المعارضة تملك اكثرية تمثيل هذه الطائفة».
وضم لقاء الرابية اعضاء تكتل التغيير والاصلاح النائبين ميشال المر والياس سكاف وممثلي حزب الطاشناق، وانضم اليهم من خارج التكتل الوزير السابق سليمان فرنجية.
وقال العماد عون «ان النصاب الانتخابي لا يكتمل الا بثلثي عدد النواب، وان اي اجراء مخالف من قبل الموالاة يسمح للمعارضة باتخاذ اية تدابير لإسقاط نتيجة هذه الانتخابات».
ورفض عون اعتبار هذا الاجتماع ردة فعل على لقاء معراب، لكنه انتقد بشدة هذا اللقاء وقال: «لا يحق لهم ترشيح رئيس لا يمثل الاكثرية، التي امثلها انا شخصيا».
واضاف: «ان من يمثل المسيحيين هم المجتمعون هنا، ولهم الحق بأن يتحدثوا باسمهم، وهم موجودون هنا لدعم رئيس يمثل المسيحيين، وليس رئيسا معلبا يجدون الغطاء له من اناس لا حيثية شعبية لهم».
بدوره النائب سليم عون قارن بين تمثيل قوى «14 مارس» للمسيحيين وتمثيل كتلة الاصلاح والتغيير، وقال «ان التمثيل الكاثوليكي هو للنائب الياس سكاف والتمثيل الارمني الاول والاوحد هو لحزب الطاشناق والتمثيل الارثوذكسي هو للنائب ميشال المر، وبالنسبة للتمثيل الماروني هناك العماد ميشال عون والنائب السابق سليمان فرنجية».
وبالمقابل، لا نجد اي طرف متقدم بين الذين اجتمعوا في معراب، وعلى الصعيد النيابي تكتل الاصلاح والتغيير يضم 22 نائبا بينما في «معراب» لم نشاهد اكثر من 11 نائبا و9 مرشحين ساقطين في الانتخابات.
لكن رئيس القوات د.سمير جعجع وبعد اتصالين هاتفيين مع النائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط، قال لوفد شعبي من عكار «ان الانتخابات الرئاسية فرصة للخروج من النفق المظلم، محذرا من يعمل على تعطيل الاستحقاق بأنه يرتكب جريمة بحق الشعب اللبناني».
واضاف: «سيكون للبنان ولأول مرة منذ 17 سنة رئيس للجمهورية».
وردا على العماد ميشال عون قال «ان مرشحا للرئاسة لا يجوز ان يرتكب مغالطات كبيرة، وان عون لم يكن مدعوا الى لقاء مسيحيي قوى 14 مارس، وهو يعرف ان قرار القوات اللبنانية بيدها، ومن اجل ذلك جرى حلها».
ولأن العماد ميشال عون قال انه لم يحضر اجتماع معراب لأن قرار المجتمعين ليس بيدهم.
واعتبر طرح العماد عون انتخاب الرئيس من الشعب مباشرة غير منطقي وغير واقعي وكل ما يفهم منه الهروب من الاستحقاق الرئاسي والوقوع في الفراغ الدستوري.
وتعهد جعجع بعدم القبول بالفراغ الدستوري او بتحويل صلاحيات الرئاسة الى هذه الحكومة او اية حكومة.
في غضون ذلك وضعت السفارة الاميركية في بيروت حدا للتأويلات حول الموقف الاميركي من الانتخابات الرئاسية في لبنان، مجددة رفض واشنطن ادخال تعديلات على الدستور اللبناني، معتبرا ان قرار مجلس الامن 1009 يعكس تفكيرها.
بالمقابل انتقد حزب الله بشدة امس تدخل الولايات المتحدة «بوقاحة» في الانتخابات الرئاسية في لبنان، لاشارتها الى ان رئيس الجمهورية المقبل يجب ألا يكون مقربا من حزب الله.
وقال الحزب في بيان لكتلته النيابية «لقد وصلت السياسة الاميركية الى حد من الوقاحة بحيث يشعر اللبنانيون وكأنهم تحت الاحتلال الاميركي وكأن فريق السلطة هو تعبير عن سلطة الاحتلال».
واعتبر حزب الله «ان تحديد مواصفات الرئيس من قبل الاميركيين وعلاقاته مع المكونات السياسية للشعب اللبناني يعني انهم يريدون فرض رئيس بالمواصفات الاميركية - الاسرائيلية».
يذكر ان موقفا فرنسيا مماثلا للموقف الاميركي صدر أمس الأول، بدعم الحكومة والجيش والدستور وقد نقله القائم بالاعمال اندريه بارون الى الرئيس فؤاد السنيورة، مشددا على اتمام الاستحقاق الرئاسي في المهلة المحددة، مبديا استعداد وزير الخارجية برنار كوشنير للمجيء مجددا الى بيروت، فيما تقرر ان يصل موفده جان كلود كوسران الى بيروت اليوم في اطار جولة عربية.
الصفحة في ملف ( pdf )