باريس ـ هدى العبود
حذر الرئيس السوري بشار الأسد من أن غياب السلام ينذر بجر المنطقة إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار، مؤكدا أن الوقائع على الأرض تثبت عدم جدية إسرائيل في تحقيق السلام.
وعبر الرئيس الأسد خلال زيارة قام بها لمقر الجمعية الوطنية الفرنسية حيث التقى برنار اكوييه وعددا من النواب الفرنسيين عن ترحيبه بالمساعي التي تقوم بها فرنسا من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط موضحا أنه ليس من مصلحة المنطقة والعالم غياب الدور الأوروبي الذي تشكل فرنسا جزءا هاما فيه عن الساحة الدولية.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الفرنسية السورية وأهمية الارتقاء بالتعاون الاقتصادي والثقافي إلى مستوى العلاقات السياسية بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
وقدم الرئيس الأسد شرحا عن رؤية سورية وسعيها لخلق فضاء اقتصادي جديد في إطار تعاون اقليمي من خلال مشروعات استراتيجية في مجالات النفط والغاز والكهرباء والسكك الحديدية لافتا إلى أهمية أن تكون فرنسا جزءا من هذا التعاون الإقليمي.
بدوره أكد اكوييه أن العلاقات السورية ـ الفرنسية أصبحت هامة جدا للبلدين ولمستقبل المنطقة موضحا أن زيارته المقرر أن يقوم بها في وقت قريب إلى سورية تأتي تأكيدا لرغبة فرنسا في تعزيز التعاون مع سورية في المجالات كافة. من جهة أخرى التقى الرئيس السوري وعقيلته عددا من أبناء الجالية السورية في فرنسا.
وأكد الرئيس الأسد أن أبناء الجاليات السورية يمثلون مصدر فخر واعتزاز لوطنهم الأم بالنظر لما يتمتعون به من سمعة طيبة وما يحققونه من إنجازات هامة على المستويين العلمي والعملي.
وطرح أعضاء الجالية أفكارا حول عملية التطوير في سورية وبحث الرئيس الأسد معهم الآليات المناسبة للاستفادة من خبراتهم التي كونوها في بلدان الاغتراب. وتبادل الأسد وعقيلته الحديث مع أبناء الجالية واستمعا إلى شرح عن أوضاعهم ومقترحاتهم لتفعيل دور الجالية وتعزيز التواصل مع وطنهم سورية.
بدورها عقدت السيدة أسماء الأسد في باريس لقاء مع مديري متحف اللوفر والكلية الفرنسية للإدارة والمعهد الفرنسي للآثار ومدرسة اللوفر بحضور وزير الثقافة رياض عصمت واريك غراندو المستشار الثقافي والاعلامي للرئيس الفرنسي ومدير عام المؤسسات الثقافية في وزارة الثقافة الفرنسية حيث جرى خلال اللقاء بحث الرؤية الجديدة للمتاحف الوطنية والمواقع الأثرية في سورية وذلك بالاستعانة بالخبرة الفرنسية في هذا المجال.
كما تمت مناقشة الاستراتيجيات وخطط العمل التنفيذية التي تم إعدادها من قبل فريقي العمل السوري والفرنسي لتجديد النظام المتحفي السوري بشكل يعكس قصة سورية بوصفها قصة لتنوع الحضارات وابداع الانجازات الانسانية والتي تركت أثرها على ثقافات وحضارات أخرى عديدة.
وجرى بحث موضوع تهيئة الكوادر العلمية وتطوير مناهج الادارة المقدمة في سورية لتشمل مناهج الإدارة الثقافية وذلك لإعداد الكوادر البشرية والكفاءات القادرة على ادارة النظام المتحفي الجديد.
وكانت السيدة أسماء الأسد قد بدأت برنامجها في فرنسا بتلبية دعوة السيدة الفرنسية الأولى كارلا ساركوزي إلى مأدبة غداء في قصر الاليزيه تم خلالها بحث عدد من الاهتمامات الثقافية والتنموية المشتركة.
الى ذلك، أكدت المستشارة الإعلامية والسياسية في الرئاسة السورية بثينة شعبان أن الوضع في لبنان صعب وقالت في ردها على سؤال لـ «الأنباء» حول الشأن اللبناني في مباحثات الرئيسين «كل المواضيع المتعلقة بالمنطقة كانت مطروحة، كما عبر الرئيسين عن قلقهما من موضوع لبنان.. أعتقد أن الوضع في لبنان الآن صعب ونأمل أن يكون أفضل».
ولفتت شعبان إلى أن الرئيس الأسد قال «إن أمن واستقرار لبنان دون شك من أمن واستقرار سورية وأن سورية تعمل فيما يصب في مصلحة لبنان».
وعن استئناف عملية السلام على المسار السوري والدور الفرنسي قالت شعبان «نحن مع السلام العادل والشامل، وقصة وجود وسيط للسلام لم تناقش»، إلا أن شعبان أكدت أن كوسران هو مبعوث الرئيس الفرنسي من أجل عملية السلام.. والرئيس الأسد سيلتقي مع كوسران ونحن مع الجهود الفرنسية.. وأستطيع القول إن ساركوزي عبر عن رغبة فرنسا في الاستمرار في بذل جهودها مع كافة الأطراف». وأضافت المسؤولة السورية «إسرائيل لا تبدي أي نية من أجل سلام عادل وشامل في المنطقة».
وتابعت «لا يستطيع أحد أن يوقف الجهود المبذولة بالإضافة إلى أن الرئيس الأسد قال إسرائيل عبارة عن شريك وهمي، ولا نستطيع أن نتوقف عن البحث عن شريك من أجل عملية السلام والبديل للسلام هو الحرب ونحن لا نريد حروبا جديدة».
وعن المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية قالت «تم الحديث عن المصالحة الفلسطينية وهي جوهرية من أجل عملية السلام في المنطقة وسورية أبدت استعدادها من أجل وحدة الصف الفلسطيني وتبذل كل ما تستطيع من أجل توحيد الشعب الفلسطيني».